img
رحم الله جابر قميحة الأديب السياسى الساخر
img
Print pagePDF pageEmail page

رحم الله جابر قميحة الأديب السياسى الساخر

Korkor

د.مجدي قرقر

لله ما أخذ ولله ما أعطى، إنا لله وإنا إليه راجعون، تغمّد الله أستاذنا الكبير الدكتور جابر قميحة برحمته، وتقبله قبولا حسنا.

خسر الأدب والشعر أديبا شاعرا ساخرا كبيرا. عرفته فى صفحة الأدب والفكر بجريدة الشعب قبل أن ألقاه فى منتصف التسعينيات، عشرون عاما أو أقل قليلا وهو هو كما عرفته لم يتغير، لم يتبدل، معارضا شرسا، كلماته موجعة أكثر من السوط، سخريته مريرة أمر من الحنظل، مدافعا عن الإسلام، محبّا لوطنه. ركز الكثيرون عليه كناقد وأديب، ولكن القليلين الذين تنبهوا له كسياسى، والأقل من قرأه كأحد رموز ورواد السخرية.

لن يتسع المقال للرثاء، ولكن أذكر موقفا واحدا وكفى إلى أن أعاود الكتابة عنه. مع نهايات 2009 م وبدايات 2010 م مرضت مرضا ألزمنى المستشفى عدة شهور حتى أنجانى الله بمعجزة، وزارنى الكثيرون، لكن الزيارة الأكثر أهمية كانت إحدى زياراته وزوجته الكريمة “أم ياسر”، دخل الحجرة وبها زائر أو اثنان حاملا هداياه التى عودنى عليها من دواوينه وكتبه ومسرحياته، وغادرها وبها ما لا يقل عن العشرين زائرا، ساعة من الزمان أو أكثر قضاها فى حديثه العذب ومن يدخل لا يخرج، وكيف يخرج وقد تسيّد الدكتور جابر المشهد بين ذكريات وأدب وشعر ولغة ودين، بين تحليل سياسى وتقليد للساسة وفى المقدمة منهم السادات ونائبه المخلوع، وعلى قدر نقمة الزائرين على الرئيس المخلوع- قبل خلعه- كانت الضحكات تتعالى ولا يقطعها سوى بيت شعر أو طرفة أو دعابة. ويوم أن منّ الله علىّ بالشفاء خرجت من المستشفى مستندا على مشاية متوجها مباشرة إلى نقابة الصحفيين لأشارك فى احتفالية تكريم الأستاذ الدكتور جابر قميحة والتى نظمها المركز العربى للإعلام مساء الثلاثاء 13 إبريل 2010

لم أكتف بذلك بل وددت أن أقدم مداخلة بعنوان “جابر قميحة الأديب السياسى الساخر”، ولما لم يسمح الوقت أعددت دراسة بالعنوان نفسه فى الكتاب الذى صدر عن الاحتفالية والتى أقدم ملخصا لها فى حدود مساحة المقال.

*****

النكتة.. أدب وفن وإبداع

عادة ما يعرف الأستاذ الدكتور جابر قميحة بالشاعر والناقد والأديب الكبير ولكن قليلا ما يعرف بالأديب السياسى الساخر، ومن هنا كان اختيارى لموضوع هذه الدراسة.

فى دراسة له بعنوان “النكتة.. أدب وفن وإبداع” يشير الدكتور جابر قميحة إلى أن الضحك نوعان: ضحك تعبيرى، وضحك تعويضى، والأول مصدره شعور الإنسان بالفرح والسعادة، أما النوع الثانى فسببه تلاحق الشدائد والمصائب على الإنسان حتى يفقد إحساسه بها، وأمام حالة “اللامبالاة” هذه يلجأ المرزوء إلى ملء منطقة السعادة المفقودة فى شعوره بالضحك الذى يأخذ صورة السخرية من ظالميه وأعدائه.. يسخر منهم ويضحك، ويُضحِك الآخرين عليهم؛ منتقمًا منهم بلسانه بعد أن عجز عن الثأر منهم بيده، ويجد أن أَمْضَى سلاحٍ فى هذا المقام هو “النكتة”.

وتأكيدا لهذا المعنى يضيف الدكتور جابر “وهناك كلمة تشبه كلمة التنكيت فى المعنى هى كلمة التبكيت، وهى كما جاء فى لسان العرب الضرب بالعصا والسيف واليد ونحوها، وهو أيضًا: التقريع والتوبيخ”. ونظن أن هذا الربط الذكى بين التنكيت والتبكيت هو ما ذهب إليه رائد الأدب السياسى الساخر فى مصر فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر “عبد الله النديم” فى جريدته التى حملت الاسم نفسه .

*****

جذور وراوفد وضوابط السخرية عند جابر قميحة

والسخرية عند الأستاذ الدكتور جابر قميحه لها جذور وروافد وضوابط. فإذا تطرقنا إلى الجذور فإن الدكتور جابر قد حصل على ليسانس دار العلوم ودبلوم الشريعة الإسلامية وماجستير ودكتوراه “الأدب العربى الحديث”، فمن الطبيعى أن تمتد جذور السخرية عنده وتتعمق فى بطون تراثنا الأدبى العربى والإسلامى، فإذا رجعنا إلى مراجعه وهوامشه نجد “الفاشوش فى حكم قراقوش: تأليف ابن مماتى” ونجد الشاعر أبا نصر “كشاجم”، ابن الرومى، أحمد شوقى والدكتور محجوب ثابت، ثم هو يستشهد بالساخرين والظرفاء من أمثال: عبد العزيز البشرى، والمازنى، وفكرى أباظة، وحسين شفيق المصرى، وبيرم التونسى، ومحمد مصطفى حمام، وعبد السلام وكامل الشناوى وغيرهم. كل هذا يوضح بجلاء أن السخرية عند جابر قميحة تغوص فى أعماق أدبنا العربى والإسلامى.

وإذا كان الأدب العربى والإسلامى يشكل جذور السخرية عند جابر قميحة فإن التراث الشعبى يشكل الرافد الذى يروى جذور السخرية عنده ويمدها بالغذاء ليضمن لها الحياة، ويصفه بالعطاء الشعبى الضاحك، فالدكتور جابر ولد فى المنزلة فى شمال دلتا النيل، وهى مدينة أقرب إلى الريف وتصب عندها السخرية الشعبية المصرية كما تصب مياه النيل التى تغذى وشرب منها جابر قميحة.

يتحدث دكتور جابر عن “القفشة”، وهى تعنى عنده جملةً أو جملاً قصيرة سريعة خالية من الدرامية، ولكنها تعتمد على ما يمكن أن نسميه “اللعب اللغوية” التى تُثير الضحك، أو الابتسام. ويستشهد ببعض النماذج نشير إلى بعض منها:

– سأل أحدهم العطار، عندك شَبَّة؟ فأجاب: لا والله دا اتجوِّزِتْ إمبارح.

– مرة أستاذ قال لطلابه: يعيش القرد فى جنوب أسيا، فهتف الطلاب: يعيش يعيش يعيش.

– واحد زرع وردة ‏طلعت له أم كلثوم.

– مرة واحد راح يوكِّل محامى ‏لقاه صايم.

– واحد رمى يمين الطلاق على مراته ‏ماجاش فيها.

– واحد باع اللى وراه واللى قدامه واشترى اللى جنبه.

-‏ مدرس رياضيات خلَّف ولدين واستنتج التالت.

– دكتور أسنان اشترى عود قصب لقاه مسوس حشاه.

 

ثم يتحدث عن فن القافية الذى يعتمد على كلمة “إشمعنى”، ويشير إلى أشهر من قدَّم هذا النوع الثنائى “سلطان والفار”، فى برنامج (ساعة لقلبك) فى الإذاعة المصرية– والذى ذاع صيته فى فترة شباب جابر قميحة- وكان الفار نحيفًا قصيرًا، بينما كان سلطان ضخمًا طويلاً. ويستشهد دكتور جابر ببعض قافيتهم المختزنة عنده ليروى بها جذوره الساخرة يسخرون فيها من التناقض الشكلى بينهما رغم أنه برنامج إذاعى لا ينقل الصورة حيث لم يكن التلفاز قد عرف بعد فى مصر:

     يغطوك فى الشتاء يا فار

      إشمعنى؟

      بكرافتة.

      اللى يشوفوك ماشى معايا يا فار.

      إشمعنى؟

      يحسبوا إنك واقع منّى.

     يأكِّلوك يا سلطان.

      إشمعنى؟

      بسلطانية.

      وأنت يأكلوك يا فار.

      إشمعنى؟

      بملقاط.

 ولأن الروافد المغذية للسخرية عند جابر قميحة لا تنفصل عن جذوره العربية الإسلامية يسارع بإعادة كلمة “إشمعنى” إلى جذورها العربية فيشير إلى أن صحة كتابتها: إيش معنى؟ أى ما المعنى الذى تقصده.؟ وهذا ما يُسمَّى فى اللغة العربية “النحت” وتفصيلها أى شىء تقصد.

 والسخرية عنده سخرية هادفة وملتزمة ويشكل هذا ضابط السخرية عند جابر قميحة فهى لا تخرج عن آداب الإسلام فضلا عن التزامها بالابتعاد عما نهى عنه. لا بد وأن تكون السخرية منضبطة فهو من كتب “صوت الإسلام فى شعر حافظ إبراهيم – فى صحبة المصطفى – المدخل إلى القيم الإسلامية – أسماء الله الحسنى.

*****

الأدب المسرحى الساخر عند جابر قميحة

ويظهر تأثير مدرسة الإخوان المسلمين فى أدب جابر قميحة فى أن السخرية عنده سخرية هادفة؛ فهو يستهدف إصلاح الدنيا بالدين، حيث يقوم الأدب عنده بعملية إسقاط سياسية فى نقد النظم المستبدة، ومن أعماله المسرحية الساخرة (محكمة الهزل العليا – السيف والأدب – موت منكوس المهرج).

ونشير هنا إلى نموذج ساخر من مسرحه الشعرى “حدَثَ فى جمهوريةِ ظلمِسْتَان” والتى ضمنها خمسة عناوين (أزهى عصر للحرية – أقسم أنى فأر لا إنسان – رحلة صيد للسلطان من أبوك – وفاز ولى العهد بالجواد)

حيث يبدأ بتعريف أشخاص مسرحيته القصيرة وديكورها:

(1) أزهَى عصرٍ للحريةْ

اسم الدولة: ظلمُستانْ – حاكمها الأعلى: بهمان – هو الدستورُ، هو القانونُ، هو السلطانْ، وشعار الدولة: مشنقةٌ ، تتدلى من خلف القضبانُ، وسجونٍ سودِ الجدرانْ

(فى حفلٍ فخمٍ ضخمٍ ضم ألوفًا وألوفًا بمناسبة الذكرى.. ذكرى ميلادِ السلطانْ.. انطلقَ السلطان خطيبًا) : يا شعبى الغالى إنكمُو، سعداءُ بعهدِ الحريةْ، عهدى الميمونِ المبرورْ، أزْهَى أعيادِ الحريةْ

(صاح مواطنْ): يا سلطانْ.. خبِّرنا أينَ الحرية؟!!

(لم يلتفت السلطان لهذا المعترض السائلْ.. السلطان يواصل خطبته غيرَ العصماءْ): مِنْ حق الفرد بدولتِنا ظلمستانْ.. ينطق.. يكتب.. ينقد مَن شاءَ، وما شاءْ.. وسواءٌ عندى العِليةُ والبُسَطاءْ

(وهنا هبّ مواطنُ يصرخ فى غضبٍ مسعورْ): يا سلطانْ، هل تسمحُ لى بسؤالٍ واحدْ؟

(ظهر الغضبُ الوحشى على وجهِ السلطانْ): هِيهْ.. هل تسألُ أيضًا: أينَ الحرية؟!

لا.. بل أسألُ: أين الرجلُ السائلُ قبلى من لحظاتٍ: أينَ الحريةْ؟؟!!

ويواصل الدكتور جابر مسرحيته ويعنون “رحلة صيد للسلطان” يترجم فيها لنكتة شعبية سياسية عن فقيه السلطان إذ يخرج السلطان لصيد برى فيصيب طائرين ويخطأ الثالث فيواصل طيرانه، فإذ بفقيه السلطان صاحب المنصب الدينى الكبير الذى يزيف الواقع ويلوى الفتوى فيقول:

ما شاء الله يا سلطان!!!.. أصبت الطائر فى مقتل.. لكنى أشهد معجزة: بركاتك حلت فى الطائر.. منحته الطاقة والقدرة.. فانطلق وهو المقتول.. ليواصل رحلته بأمان.. ما شاء الله يا سلطان!!!

إنها نكتة شعبية مصرية غارقة فى محليتها صورها جابر قميحة شعرا فى أجمل صورة للنفاق السياسى. ثم يعنون “5- وفاز ولى العهد بالجواد” فى إشارةٍ لا تخلو من إسقاط على واقعنا السياسى المصرى المعاش منذ ظهرت محاولات توريث الحكم فى منتصف هذا العقد الأول من ألفية الميلاد الثالثة لولى العهدِ ” هبَّارْيارْ” فتى الفتيانِ ابن السلطانْ.. والذى يحبُّ الثروة والتجَّارْ.. أغنى التجارْ.. أصحابَ المالِ.. الأرض.. السلطة.. والمعمار. ويواصل جابر قميحة التبكيت والسخرية اللاذعة التى توجع أكثر من السياط فى حوار السلطان مع ولى عهده الأبَّهة المختار.

ماذا فعل جابر قميحة فى الحوار؟.. لقد أخذ النكتة من لسان الشعب المصرى وصاغها شعرا مسرحيا.. قد تذهب النكتة وتنسى بزوال شخوصها ولكن يبقى أدب جابر قميحة يبكت ويعنف ويسخر من كل بهمان وهباريار.. أخذ النكتة من لسان الشعب المصرى وصاغها شعرا.. “صاحب أجانس السيارات” تحول إلى “شهبندر تجار الخيل” والسيارة “المرسيدس” تحولت إلى جواد أشهب والجنيه المصرى تحول إلى دينار “بهماني” فى إشارة واضحة إلى أن كل من وما فى الوطن ينسب إلى الحاكم إنه الحاكم الذى يعرف أن “الكفن ليس له جيوب”.. ما هذه السلاسة وما هذا الإبداع إنه يتحدث شعرا ولا يبذل أى جهد فى نظمه فهو يتنفس شعرا ويفكر شعرا ويتحدث شعرا ويكتب شعرا.. إنه جابر قميحة الأديب السياسى الشاعر الساخر الفنان.

*****

الشعر الساخر عند جابر قميحة

ولا تفارق السخرية جابر قميحة فبعد انتهاء وليمة أقامها الأستاذ الدكتور حسين حامد رئيس الجامعة الإسلامية بإسلام أباد لإخوانه من الأساتذة كتب الدكتور جابر عن “الملحمة الخروفية” مضمنا أسماء أساتذة الجامعة ممن حضروا الوليمة ملحمته الخروفية.. ثم يكتب بالعامية فى إحدى نوادره بعيدا عن الفصحى بعنوان “اللحمة وأنا” وكيف استجاب لرغبة الزوجة وتجرأ بالذهاب لشراء كيلو لحمة فقط من الجزار المجاور “عبده الفار” وعندما اعترض على السعر المطلوب والمخالف للمكتوب كان نصيبه “روسية فى دماغه”.

وما أن يقرأ جابر قميحة خبرا أو يعايش حدثا حتى يجرى قلمه شعرا وسخرية فلقد تعرض الدكتور مصطفى الفقى رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب وآخرين لسرقة أحذيتهم بعد صلاة الجمعة بأحد مساجد دمنهور والتى حضرها معه بعض القيادات السياسية والدينية، فنظم الدكتور جابر قصيدة على لسان صاحب الحذاء المفقود بدأها وختمها كما يلى:

“مصطفى الفقى يرثى حذاءه المسروق”

سرقوك يا أرقى حذاء لأعيش بعدك فى شقاء

أبكيك يا أغلى الحبايب بالدموع بل الدماء

وتكاد نفسى تفتديـك فأنت أهل للفداء

سأعيش فى ذكراه من باب المحبة والوفاء

وأعيش أرثينى فإننى منه أولى بالرثاء

*****

المقال الساخر عند جابر قميحة

والسخرية عند الأستاذ الدكتور جابر قميحة ليست فى المسرح أو الشعر فقط بل فى المقال أيضا.. ولنعرض هنا لعناوين بعض المقالات ومضامينها: “حوار أدبى مع رأس كبير جدًّا” يسخر فيه من مدّعى الثقافة من الرؤوس الكبيرة التى تهيمن على الساحة الثقافية.. ويختتم حواره مع الرأس الكبير بقوله “وغادرت قصر الرأس الكبير جدًّا، وأنا أحمد الله سبحانه وتعالى إذ مكننى من الظفر بأغرب تحقيق مع هذا الرأس الكبير، جدًّا، جدًّا، مع ملاحظة أننى سجلت حرفيًّا كل ما نطق به، وكله بالعامية. ورحم الله عمنا سيبويه”.

ونعرض لمقال آخر ” لحزب المنفوش وشعاراته المضروبة “يكتب فيه: وما يسمونه شعارات تأتى فى ترتيبها الزمنى على النسق الآتى (فكر جديد – العبور الأول – العبور الثانى – مصر بتتقدم بينا – وأخيرا : من أجلك أنت).وكتبنا عن الشعار الرابع:.. والناس جميعا يسألون: من ذلك العبقرى الذى وضع شعار “مصر بتـتقدم بينا” (!!!!!)؟ وهل ضاقت اللغة العربية عن وضع “بنـا” بدلا من “بيـنا”. ثم إن هذا الشعار حكم على نفسه، أو حكم عليه واضعه بالمحلية الضيقة، وهى لهجة القاهرة وشمال الدلتا؛ لأن الصعايدة لا يستعملون كلمة “بينا” هذه”. وأعتذر للقارئ؛ لأننى استعملت كلمة “بيكم” بدلا من كلمة “بكم”، وما ذلك إلا مسايرة لجو العامية العشوائية غير الفصحى للشعار المضروب “مصر بتتقدم بينا “ويختتم دكتور جابر مقاله بقوله “وكيف نسى أو تناسى نشامى الحزب الوطنى الكوارث التى وقعت فى مصر.. بل: مصرُ بتِتْأخر بِيكُمْ”.

وفى مقال آخر بعنوان “خبْط… لزْق” يعرض دكتور جابر قميحة لأربعة عناوين فرعية (انتخابيات – كويزيات – ماسورة مدينة نصر) ويستخدم النكتة كعادته فى التكيت والتبكيت:

* واحد من الحزب إياه رشح نفسه ما نزلشى منه حاجة.

* عضو فى المجلس عن الحزب إياه طعن نواب المعارضة فى عضويته بأنه أمّى لا يعرف القراءة والكتابة.. شكلت له لجنة امتحان، طلع ترتيبه الأخير.

* فى الاختبار الشفوى سأل المدرس تلميذة: قل لى يا حصاوى: حصانة يعنى إيه؟ فأجابه: حصانة طبعا مؤنث حصان.

* ذهب إلى اللجنة للإدلاء بصوته، فرأى التزوير عينى عينك فصرخ: يا ناس حرام عليكم.. والله حرام.. وغادر اللجنة… ولكن.. فى «صندوق».

وفى نفس المقال وتحت عنوان فرعى “ماسورة مدينة نصر” يكتب الدكتور جابر: الأمر لله.. انفجرت الماسورة الأم التى تغذى مدينة نصر بالمياه العذبة وعاش عشرات الألوف من المواطنين فى همّ وغم و«جفاف».. وأصبحت السيادة «للجرادل» والجراكن والحلل، ورأينا شيوخا ومرضى يحملون «الفوارغ» ليملأوها بالماء من أماكن بعيدة… والناس يضحون.. ويسمعون كلمات «التصبير» وموت يا عطشان لما تجيلك المية ولو من تحت تبن.. والمسألة تنتهى كالعادة بالعبارة المشهورة: معلهش النوبة دي.. علشان خاطري.

ثم يضيف بعض التعليقات “يقال إن هذه الماسورة لم يعجبها النظام الحالى، فتميزت غيظا، وقامت بعملية انتحارية- وقال آخرون إنها كانت عضوا فى تنظيم القاعدة ففجرت نفسها «بالأمر»- بعد انفجار الماسورة وتأخر إصلاحها قامت مظاهرة فى مدينة نصر تهتف: عطشانين.. عاوزين مية. فخطب فيهم مسئول كبير: ما هذا الغباء؟! متشربوا مياه غازية أو شربات!!

*****

جابر قميحة الودود الإنسان

وإذا كان الأستاذ الدكتور جابر قميحة يستخدم السخرية تبكيتا للطواغيت من المستبدين والمفسدين والظالمين فإنه يستخدم النكتة والسخرية مع أصدقائه ومريديه ومحبيه وأختم الدراسة بتحية أخيرة تبادلتها معه عبر الهاتف فى مكالمة أخيرة معه

* سلام الله عليكم أستاذنا الدكتور جابر

– وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. حياك الله وبيّاك.. وجعلك من كبار الملاك.. وأهلك عداك.. ونحن دائما وياك

* وإحنا اخترناك وبايعناك ومشينا وراك

– طب هات بقى القرشين اللى معاك

بهذه الروح المرحة يلقى الأستاذ الدكتور جابر قميحة أصدقاءه ومريديه.. جابر قميحة الشاعر والناقد والأديب السياسى الساخر.. إنه نبت هذه الأرض.. مصر المرزوءة بالمحن ولكنها أبدا بسخريتها اللاذعة أكبر من المحن وأكبر من جلاديها.. هذه هى مصر وهذا هو جابر قميحة يشهر قلمه المسنون سيفا مسلولا فى وجه الطغاة والمستبدين والفاسدين ساخرا منهم فـ”شر البلية ما يضحك”، وأكثر سخرية الدكتور جابر فى مصر وممن يحكم مصر فـ”كم ذا بمصر من المضحكات ولكنه ضحك كالبكا”.. متع الله أستاذنا وأهله بالصحة والعافية وجعل سائر عمله خالصا لوجه الله وفى ميزان حسناته

 

Print Friendly, PDF & Email
قالوا عن د. جابر قميحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

img
القائمة البريدية
img