يومياتي في أمريكا:
بلاد الكلاب .. والخضرة .. والآيس كريم
(47)
في المجتمع الأمريكي
ملامح وعادات وغرائب وطرائف
الجمعة 4 من المحرم 1403 (22 من اكتوبر 1982)
ولا يفوتني وأنا أكتب يومياتي أن أسجل بعض العادات والغرائب التي شدت نظري في هذا المجتمع الأمريكي الغريب ، وأنا في تسجيلي هذه الحلقة أجتر من الذاكرة ، آملا ألا تخونني هذه الذاكرة في بعض ما أسجله هنا .
رأيت عادة تصيب المسلم بكثير من الحرج ، وهي عادة الأمريكان في المصافحة والتحية ، فالمرأة ترتمي على الرجل ليقبلها يمنة ويسرة ، أما زوجها فيكفي مصافحته ، وإذا أخطأ الشخص في ذلك فقبل الزوج ، واكتفى بالتسليم على زوجته يدا بيد ، فإن هذا يغضب الزوجين ، ويدفعهما إلى الاعتقاد بأن من يسلك هذا السلوك يعطي عن نفسه شبهة الشذوذ من ناحية ، ويعد إهانة كبرى للزوجة من ناحية أخرى ، لأن ذلك يعني أنك شككت في جمالها ، وفجعتها أمام زوجها ، وهذا لا يرضي الزوج أيضا .
وأذكر أنني وأنا متجه من مسكني إلى جامعة يل في الأسبوع الأول من وصولي إلى مدينة نيوهافن … سيرا على قدمي ، وبينما كنت أمر بال ” جرين ” أي الميدان الأخضر حيث توجد كنيسة البلدة وأمامها هذا الميدان الأخضر الفسيح الذي يمرح فيه مئات من الحمام الآمن على نفسه … رأيت على مدخل المبنى المقابل للكنيسة رجلا وامرأة في فيض من العناق والقبل ، والمشاهد الغرامية الملتهبة فأخذت أنظر إليهما في ذهول ، وقلت أنتظر حتى يأتي بوليس الآداب ويلقي القبض عليهما ، لارتكابهما فعلا فاحشا فاضحا أمام الآخرين ، ونسيت نفسي ، وفجأة رأيت عشرات من الأمريكيين انضموا إليَّ ، وقلت إنهم قطعا يستهجنون هذه المشاهد الفاضحة . وطال وقوفي ، وألقيت نظرة خاطفة على الجموع التى كانت تقف بجواري ، فوجدتهم جميعا ينظرون إلي ويتفرجون علي ، ويعجبون لهذا المتخلف الذي هو أنا ، فانسحبت في صمت وحياء ، وقصصت على الدكتور ديمتري جوتس الأستاذ في القسم ما رأيت ، فأخذ يضحك حتى كاد يستلقي على قفاه ، وقال لي : يا فلان احمد ربنا لأنك لم تتدخل بكلمة تجرح شعورهما ، ثم ازداد ضحكه وقال : في هذه الحال سيحضر البوليس ، ويجري معك تحقيقا ، وقد يحكم عليك بغرامة لا تقل عن 5000 $ لأنك اعتديت على حريتهما الشخصية .
**********
وهم يسمون هذه التصرفات الشاذة حرية ، ولكن مما يؤسف له أن هذه الحرية كثيرا ما تنقلب إلى تحللية ، فقد أخبرني بعض الأمريكيين أن بعض الولايات تأخذ بنظام ما يسمى بالزواج المفتوح “Open marriage ” وصورته أن يتزوج أربعة رجال مثلا أربع نساء ، ويعيشون في مسكن واحد ، وسلوكهم هو سلوك ” الشيوعية الجنسية ” ، بمعنى أن من حق أي زوج فيهم أن يمارس الجنس مع من يشاء من النساء الأربع ، المهم أن يتم الرضاء ، دون اغتصاب . ولكن من شروط مثل هذا العقد أن يذكر فيه أن الزوجة الفلانية تنسب من تلده إلى من تشاء من الأزواج ، وقد يكون الأبناء من زوج آخر .
ومن التناقض الفادح أن يكون هناك قانون يجرم فعل الاغتصاب ، ويدخل في هذا النطاق اغتصاب الزوجة ، فلو أجبر الزوج زوجته على أن يجامعها دون رضاها فمن حقها أن تتطالبه رسميا بغرامة كبيرة ، مع أن الزواج شرعي تماما .
**********
فيما أعلم والأمريكان يحرصون على اقتناء الكلاب والقطط ، فليس هناك أمريكي واحد إلا وهو يقتني كلبا أو أكثر ، وقد رأيت أنواعا من الكلاب غريبة الشكل ، مما دفعني إلى أن أقتني كتابا ضخما باسم موسوعة الكلاب ، وهم في الولايات المتحدة يعقدون مسابقات بين الكلاب في الجمال أو الجري أو مزاولة بعض الألعاب الرياضية . والقطط تأتي في المرتبة الثانية بعد الكلاب . فإذا فقدت القطة أعلن عن فقدها بلافتات كبيرة تلصق بسيقان الأشجار . ومما رأيته الإعلان التالي عن فقد قطة ونصه “
Lost Cat
Small , Orange , short hair , white feet . Reward
وترجمة الإعلان الذي علق على أشجار كثيرة : قطة مفقودة. من صفاتها أنها صغيرة برتقالية اللون ، ذات شعر قصير ، وأقدامها بيضاء . من يجدها له جائزة .. وبعد ذلك يذكر عنوان صاحب القطة .
**********
والحمام له وضع مقدس عندهم ، لأنه يوجد دائما بالمئات في الميادين الخضراء أمام الكنائس ، وهو حمام ألوف ، قد تنثر الحب له فيقترب منك في ألفة طيبة ، واطمئنان عجيب . والأمريكان لا يأكلونه ، بل يعاقب من يقتل حمامة أو يأكلها . ولي مع هذا الحمام قصة لا أنساها أبدا وخلاصتها :
كنت أعيش بمفردي في الشقة الصغيرة التي أنزلتني بها جامعة (يلٍ (YALE) التي أعمل بها ، وأقوم بنفسي بكل ما أحتاج إليه من طبخ وكنس وغير ذلك . وأمرّ علي «الجرين» كل يوم مرتين : في طريقي من مسكني إلي الجامعة ، وفي عودتي إلي مسكني. وذات يوم دار في نفسي حوار داخلي : لماذا لا أمتع نفسي بوجبة من لحم هذا الحمام الذي لا صاحب له حتي لو كان القانون الأمريكي يحرم صيده وأكله ؟
وبدأت أتخلي عن الإعجاب بالخضرة, ونظافة الشوارع, وجمال الطبيعة، وصرت أسير فكرة واحدة اسمها ” الحمام المشوي“.
وفي صباح سبٍت من شهر ديسمبر سنة 1981 (والسبت والأحد عطلة أسبوعية في أمريكا) توجهت إلي )الجرين( ومعي حقيبة من قماش ، وحفنات من الأرز ، وكان الميدان خاليًا تمامًا ، جلست علي أحد المقاعد الرخامية… اتجهتْ عشرات من الحمام إليّ.. نثرت حب الأرز حولي ،وقرب قدميّ… فتحت «سوستة» الحقيبة القماشية لاستقبال الحمام الموعود… اقترب الحمام مني إلي درجة الالتصاق… بدأ لعابي يسيل أمام الصور الخاطفة التي مرت أمام مخيلتي: سفرة… أطباق… حمام مشوي… و… و… وأفقت من خيالي العارم… وانقضضت بيديّ علي أقرب الحمام إليّ.. وللأسف!! لم أقبض إلا علي هواء.
طار الحمام بعيدًا عني ، وحط علي الجانب الآخر البعيد من «الجرين» . لزمت مكاني من المقعد الرخامي في انتظار عودة الحمام… دون جدوي . غادرت «الجرين» وسرت في الشوارع الجانبية . وعدت إليه بعد ساعة ، وجلست علي مقعد بعيد جدًا عن مقعدي الأول . ونثرت ما بقي معي من حبات الأرز أمامي وحولي ، ولكن حمامة واحدة لم تقبل عليه… عجبًا!! مع أن أغلب هذا الحمام لم يكن مما تعرّض لهجمتي الأولي . هل للحمام لغة وظفها الحمام الأول في تحذير غيره من الحمام ؟ أم قرأ الحمام أعماقي وسريرتي ، واكتشف نيتي العدوانية ، فظل بعيدًا عني ؟!!
طال بي الانتظار بلا فائدة… حملت حقيبتي القماشية الفارغة ، وبقايا أرزي.. وخيبتي… ميممًا شطر مسكني ، وبعد أن سرت عدة خطوات ، نظرت فجأة إلي المكان الذي تركته ، فإذا بالحمام يهجم علي ما نثرت من أرز ويلتقطه في نهم.
*********
) أي أوكازيون Tag Sale ومن المظاهر الأمريكية ما يسمى ب ( التاج سيل الأشياء المسنعملة ، فالأسرة ستغادر المدينة إلى مدينة أخرى بعيدة ، أو إلى وطن آخر مما يدفعها إلى التصرف بالبيع في مقتنياتها . ويعلن عن هذا التاج سيل بإعلانات كبيرة تعلق أيضا على الأشجار . ومنها على سبيل المثال الإعلان الذى قرأته في يوم الأحد 27 من يونيو سنة 1982 وترجمته :
” إن انتقالنا إلى وطن آخر تستلزم التصرف بالبيع في مقتنياتنا : فروشات ، أدوات ، ستائر ، استريو ، أثاث ، أطباق . وهناك أشياء أخرى متعددة يضيق عنها الإعلان .
أسعارنا معتدلة معقولة ، والأشياء المستعملة كأنها جديدة تماما . وكل ما يخطر ببالك موجود “. ثم يذكر العنوان ..
وأنقل إلى القارئ قليلا من الجمل التى جاءت بالإنجليزية :
Lots of other things too numerous to list …. Our prices are quite reasonable . many items are like new .
وكنا نجد في كل تاج سيل مصداقية هذا الإعلان .
**********
مع ملاحظة أن كثيرا من المحلات تعلن عن أوكازيونات ذات خصم من السعر الأصلي قد يبلغ 80% . وينطلق الشرقيون بخاصة إلى هذه المحلات ويشترون منها ما يشاءون ، وهم لا يعلمون أن هذه المحلات قد رفعت الأسعار رفعا فاحشا قبل أن تعلن عن بضاعتها ، وبذلك تحقق كسبا كبيرا على حساب خداع الجمهور .
والمحلات تستخدم عبارات جذابة لشد الجماهير وفي يوم 13 من يونيو سنة 1982 انطلقنا إلى ضواحي نيو هافن ، وقضينا قرابة أربع ساعات نستعرض البضائع في المحال المختلفة ، وكلها ينادي زبائنه بكلمة ( Sale ) ويذكر نسبة الخصم التى قد تصل إلى 80 % مثل المحلات المشهورة الآتية :
مجمع سيرز ( sears ) .
محل كالدور ( Caldor ) .
ومحل وولكو ( Wool co ) .
وكما ذكرت آنفا يحاول كل محل من هذه المحلات أن يغري زبائنه بالعناوين البراقة ، والجمل الطلية موهما الناس أن هناك تخفيضا حقيقيا ، ولكن الواقع غير هذا تماما ، فكلها عناوين براقة مغرية ، والتخفيض لا أساس له من الصحة ، وإن كان هناك تخفيض فهم يلجئون إليه بعد رفع سعر السلعة أضعافا مضاعفة .
**********
ومن الأعياد التى يحتفل بها الأمريكان عيد الشكر وقد كتبنا عنه كتابة وافية ) وهو يوم 6 من سبتمبر ويكونlabor day في اليوميات . وعيد العمال (
عطلة في المدارس والمصالح الحكومية ، وهناك عيد آخر يوم 11 من اكتوبر باسم عيد أو يوم كولومبس ( ( Columbus day وهو ذكرى اليوم الذي اكتشف فيه كولومبس الولايات المتحدة ، وبتعبير أدق اكتشف فيه القارة الأمريكية ، فأمريكا آن ذاك لم تكن قد عرفت ما يسمى بالولايات .
وهناك أيضا ما يسمى بعيد الهالوين .. او عيد القديسين hallowen
هو احتفال يقام في ليلة 31 اكتوبر من كل عام. وعيد هالويين في أمريكا هو عيد لجميع الديانات وليس حصرا بالديانة المسيحية. ويقوم العامة فيه بتزيين البيوت والشوارع باليقطين والألعاب المرعبة ويلبسون حليا وعقودا مصنوعة من الثوم والبصل ، ويرشون بيوتهم بالملح لأبعاد الأرواح الشريرة عن المنازل.
ويتنكر الجميع من كبار وصغار لكي لاتعرفهم الأرواح الشريرة ، حيث تقول الأسطورة بأن كل الأرواح تعود في هذه الليلة من البرزخ إلى الأرض وتنطلق في كل مكان ، وتهيمن على الأرض حتى الصباح التالي من العيد.
وتدور الأطفال من بيت لآخر، ومعها أكياس وسلال لتملأها بالشوكولاته، ومن لا يعطي الأولاد المتنكرين الشوكولاته والحلوى يغضب منه الأرواح الشريرة.
وعيد هالويين عيد جماعي ممتع ، يزيل الفوارق الاجتماعية ، ويملأ الجو دعابة ورعبا خفيفا مسليا مضحكا. أما الحفلات التنكرية فيقوم بها البالغون , بلبس الملابس الغريبه .. من باب الدعابه والمرح .. وكانهم يحنون لايام الطفوله .. ولكنهم اعطوها اسم حفلات البالغين .
*********
ومن الأمور العادية بالنسبة للأمريكان أن تجد الولايات المتحدة في صف إسرائيل دائما لا في السياسة والقوة والسلاح فحسب ، ولكن في الإعلام أيضا. وأكتفي بمثال واحد في هذا المقام : ففي الثانية من صباح الخميس 28 / 1 / 1982 شاهدت فيلما أمريكيا يعبر عن كفاح إسرائيل في سبيل وجودها ، بل في سبيل القيم الإنسانية من حرية وتنوير وتعمير .
والفيلم من الناحية الفنية فيه دقة وبراعة بعيدا عن الافتعال والتكلف ، والمشاهد يخرج من الفيلم بعد ذلك وهومؤمن بأن إسرائيل في مكانها الحالي ضرورة إنسانية لا جدال فيها .
والحقيقة أن الذنب ليس ذنب الأمريكان ، لأننا نحن العرب ننام ملء جفوننا ، معتقدين أن الأمريكان يعرفون تماما أننا أصحاب الحق في فلسطين ولكن تعصبهم يمنعهم من الاعتراف بهذا الحق . وهذا كذب بواح ، فكل الأمريكان على وجه التقريب يعتقدون اعتقادا جازما أن اليهود هم أصحاب الحق في فلسطين ، وأن العرب قوم طارئون معتدون . ويرجع هذا إلى أننا لا نملك سياسة إعلامية علمية تعتمد على الواقع والدراسات الواعية .
**********
وأتحدث عن الولائم كما رأيتها في الولايات المتحدة ، فهي أنواع منها :
– أن يدعوك أمريكي إلى أن تتناول طعام الغداء معه . وهو يدفع حسابه وعليك أن تدفع حساب ما أكلت . ففائدة الدعوة هي مجرد اللقاء .
– أن يدعوك أمريكي إلى تناول الغداء أو العشاء في بيته أو في أحد المطاعم بالطريقة الشرقية العادية ، فهو يقوم بكل شيء .
– وهناك دعوة للغداء أو العشاء بطريقة المشاركة ، بمعنى أن علىمدعو أن يُحضر صنفا من الطعام معه ، وقد رأيت ذلك في منزل الدكتور فكتور وهبة أستاذ الغدد الصماء بكلية الطب بجامعة يل .
ففقد استقبلنا هو ” وعروس المستقبل ” في منزله استقبالا طيبا ، والمنزل يقع على شاطئ المحيط ، وكانت المائدة غاصة بكل مالذا وطاب من أصناف الحلوى ، وأكلنا كثيرا ، وكثيرا جدا ، وكان سيد المائدة نوع من البسبوسة ، وهذه الوليمة لم تكلف الداعي شيئا إذ حضر كل واحد من المدعويين ومعه طبقه الذي يحمل لونا من الطعام ، وجمع الحفل مجموعة من الأصدقاء الطيبين ، فيهم المصري واللبناني ، وكلهم أصحاب مراكز طيبة عليا في أمريكا . وطلب مني الدكتور فكتور في إصرار أيده فيه كل من حضر الحفل أن ألقي قصيدة عربية على أسماعهم ، وأسمعتهم من القديم والحديث الكثير ، وأعجب الحاضرن واللبنانيون منهم بخاصة ببيت خليل مطران الذي قاله متغزلا في ( حبيبته ) :
يا عيونا تسقي العيون الرحيقا =واصلي مدمنا أبى أن يفيقا
ورأيت عروس الدكتور فكتور وهي أمريكية لحما ودما ، ولا تعرف كلمة واحدة بالعربية …. رأيتها تستمع إلي بشغف شديد واهتمام زائد ، وبعد الحفل شدت على يدي وقالت بالإنجليزية طبعا : ” من قلبي كنت أتمنى أن أعرف العربية حتى أفهم كلماتك الجميلة ” .
وهذا يدل على أن إلقاء الشعر بصورة جيدة يشد القلوب والأنظار ، وهذا ما جربته في مناسبات متعددة في الولايات المتحدة .
وما قدمته يمثل بعض المشاهد والمظاهر والطوابع والعادات التى شدت نظري ، ووقفت أمامها أثناء وجودي بالولايات المتحدة ، وهناك غيرها أشرت إليه في تضاعيف حلقات سابقة من اليوميات .
قطرات نفس
من قصيدة للفرزدق
من قصائد الشاعر الفرزدق حين راي علي( زين العابدين ) بن الحسين بن علي بن ابي طالب في مكه المكرمة والوفود تتسابق اليه وبين يديه ولم تلتفت للامير الأموي هشام بن عبدالملك والذي استنكر ذ لك وسأل(على سبيل الترفع والتحقير) من هذ ؟؟؟؟؟
فاجابه الفرزدق بقصيدة طويلة منها الأبيات التالية :
هَذا الّذي تَعرِفُ البَطْحاءُ وَطْأتَهُ هـذا ابـنُ خَـيرِ عِبادِ الله كُلّهمُ هـذا ابنُ فاطمَةٍ، إنْ كُنْتَ جاهِلَهُ وَلَـيْسَ قَوْلُكَ: مَن هذا؟ بضَائرِه سَـهْلُ الخَلِيقَةِ، لا تُخشى بَوَادِرُهُ حَـمّالُ أثقالِ أقوَامٍ، إذا افتُدِحُوا مـا قـال: لا قطُّ، إلاّ في تَشَهّدِهِ إذا رَأتْـهُ قُـرَيْـشٌ قـال قائِلُها يُغْضِي حَياءً، وَيُغضَى من مَهابَتِه مَـنْ جَـدُّهُ دان فَضْلُ الأنْبِياءِ لَهُ مُـشْـتَـقّةٌ مِنْ رَسُولِ الله نَبْعَتهُ |
وَالـبَـيْتُ يعْرِفُهُ وَالحِلُّ وَالحَرَمُ هـذا الـتّقيّ النّقيّ الطّاهِرُ العَلَمُ بِـجَـدّهِ أنْـبِـيَاءُ الله قَدْ خُتِموا العُرْبُ تَعرِفُ من أنكَرْتَ وَالعَجمُ يَزِينُهُ اثنانِ: حُسنُ الخَلقِ وَالشّيمُ حُـلـوُ الشّمائلِ، تَحلُو عندَهُ نَعمُ لَـوْلا الـتّـشَهّدُ كانَتْ لاءَهُ نَعمُ إلـى مَـكَـارِمِ هذا يَنْتَهِي الكَرَمُ فـلا يُـكـلـم إلا حـين يبتسم وَفَـضْـلُ أُمّـتهِ دانتْ لَهُ الأُمَمُ طَـابَـتْ مَغارِسُهُ والخِيمُ وَالشّيمُ |
الجمعة 4 من المحرم 1403 (22 من اكتوبر 1982)
اترك تعليقاً