img
يومياتي في أمريكا: بلاد الكلاب .. والخضرة .. والآيس كريم (28)
img
Print pagePDF pageEmail page

يومياتي في أمريكا:

بلاد الكلاب .. والخضرة .. والآيس كريم

 (28)

يوم على شاطئ الأطلنطي

    هناك عادة طيبة عند الأمريكان ، وهى أن يستريحوا من عناء العمل كل سبت من كل أسبوع أما بوم الأحد فيكون غالبا للزيارات العائلية وللكنيسة ، أو ما شابه ذلك وهم في يوم السبت يخرجون إلى الغابات وإلى الحدائق العامة في مجموعات يعزفون الموسيقى ، ويتناولون وجبة الغذاء ، أو الوجبة الوسطى التي تسمى

 . لذلك يعودون إلى العمل في بداية الأسبوع ــ وهو يوم الاثنين ــ (   lunch )  

موفوري النشاط والقوة والحماسة . وهذا ما ينقصنا نحن في مصر ، وربما البلاد العربية أيضا .

   وهذه الرحلة الاسبوعية خارج البلد أو في متنزهاتها المتطرفة يسمونها . Picnic)

وقد دعاني الأخ المهندس عبد الله مكاوي إلى رحلة من هذا النوع إلى المحيط الأطلنطي مع عشرات من الشباب المسلم ، لقضاء يوم ترفيهي ، تثقيفي ، ورحبت بالعرض ، فهذه أول مرة أنطلق فيها إلى هذا المكان .

 كانت الطبيعة ساحرة  ، ونحن ننطلق بالسيارة لا نرى إلا خضرة … الجو جميل ، وبعد قرابة نصف ساعة وصلنا إلى المكان المقصود … غابات واسعة الأرجاء ، ومروجها ناطقة الخضرة ، وهى تقع على المحيط الأطلنطي ، ووقفت عشرات من سيارات الإخوة تحيط بجمعنا في هيئة

 ”  كردون ”  وزعت الاختصاصات : مجموعة لطبخ الطعام ومجموعة لشواء اللحم . وكل من الإخوة يحاول أن يسبق أخاه في القيام بمهمة معينة ، وصلينا الظهر ، وتناولنا الطعام ، ثم جاء دور الطعام الفكري العقدي الثقافي ، وطلبت أن أسمع الشباب أولا .

والحمد لله وجدت الشباب المسلم على وعي بعقيدته ، ومعطيات القيم الإسلامية ، تعددت الأحاديث ، وكلها تلتقي في المنبع وإن اختلفت في الموضوع من تاريخية وفقهية ، وسياسية . والذي يسعدني أن الإخوة كانوا يتحدثون بلغة عربية سليمة فحمدت الله ؛ لإن هؤلاء سيكونون هم قادة العمل الإسلامي في المستقبل إن شاء الله .

وجاء دوري في الكلام  فتكلمت قرابة نصف ساعة عن حق البدن على الانسان ، ومفهوم الترفيه البريء ، وقيمة العطلة في حياة الأجانب ، ومسلك الرسول صلى الله عليه وسلم ، في هذا المجال . وهو القائل ” روحوا عن القلوب ساعة بعد ساعة ، فإن القلوب إذا كلت عميت . ” وتحدثت عن  مفهوم النظام في الرحلات بخاصة ، وضرورة تأمير أمير على الجماعة يكون كواحد منهم .

ومن الأسئلة الذكية التى تناولناها بالمناقشة ــ أنا والشباب ــ سؤال عن قوله تعالى ( فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض ، وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون) سورة الجمعة  10    

     وكان السؤال هو : هل يدخل في نطاق الآية الرحلات أم أن الانتشار لمجرد طلب الرزق ؟ .

 وكانت المناقشة ــ بحمد الله ــ ذات وعي طيب جدا .

وجاء دور الرياضة فلعبت مع الشباب كرة القدم ، ثم أخرج الأخ بدر القصار بندقية تطلق الخردل ، وتبارينا في إصابة الهدف الذي يبعد قرابة ثلاثين مترا وهو علبة كولا فارغة . ثم صغرنا الهدف فكان قشرة برتقال .

      وكنت موفقا فلم أخطئ الهدف مرة واحدة ، و البندقية رائعة وخردلها مستدير مصمت ، شديد الاندفاع يمكن أن يخترق الجسد الأدمي أو عظام الرأس .

وانتهى اليوم الطيب ، وعدت إلى مسكني في نيوهافن أكثر نشاطا مما قبل ، ودعوت الإخوة إلى تكرار مثل هذه الرحلة مرة أو مرتين كل شهر ، ففي ذلك خيركثير للبدن والعقل  .  

 السبت 15 من مايو 1982

قطرات نفس

من كتاب عمر إلى سعد بن أبي وقاص

كان سعد بن ابي وقاص قائدا لجيش المسلمين في جبهة فارس ، ومن الرسائل التى ارسلها إليه عمر بن الخطاب رسالة نقتطف منها ما يأتي :

  أما بعد فإني آمرك ومن معك من الأجناد بتقوى الله على كل حال ، فإن تقوى الله أفضل العدة على العدو ، وأقوى المكيدة في الحرب ، وآمرك ومن معك أن تكونوا أشد احتراسا من المعاصي منكم من عدوكم ، فإن ذنوب الجيش أخوف عليهم من عدوهم ، وإنما ينصر المسلمون بمعصية عدوهم لله ؛ ولولا ذلك لم تكن لنا بهم قوة ؛ لأن عددنا ليس كعددهم ، ولا عدتنا كعدتهم ، فإن استوينا في المعصية كان لهم الفضل علينا في القوة ، وإلا ننصر عليهم بفضلنا ، لم نغلبهم بقوتنا …… ولا تقولوا : إن عدونا شر منا فلن يسلط علينا ، وإن أسأنا، فرب قوم سلط عليهم شرا منهم ، كما سلط على بني إسرائيل ـ لما عملوا بمساخط الله ـ كفرة المجوس (….. فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا  )الإسراء 5  . واسألوا الله العون على انفسكم ، كما تسألونه النصر على عدوكم ، أسأل الله ذلك لنا ولكم .

وترفق بالمسلمين في مسيرهم ، ولا تجشمهم مسيرا يتعبهم ، ولا تقصر بهم عن منزل يرفق بهم حتى يبلغوا عدوهم والسفر لم ينقص قوتهم ، فإنهم سائرون إلى عدوا مقيم ….  

وأقم بمن معك في كل جمعة يوما وليلة ، حتى تكون لهم راحة يجمون فيها أنفسهم ، ويرُمُّون أسلحتهم ، وأمتعتهم ، ونح منازلهم عن قرى أهل الصلح والذمة ، فلا يدخلها من أصحابك إلا من تثق بدينه ، ولا ترزأ أحدا من أهلها شيئا ، فإن لهم حرمة وذمة ابتليتم بالوفاء بها ، كما ابتلوا بالصبر عليها ، فما صبروا لكم فكونوا أوفياء لهم ، ولا تستنصروا على أهل الحرب بظلم أهل الصلح ……

Print Friendly, PDF & Email
مقالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

img
القائمة البريدية
img