img
وقفات مع ليلة القدر
img
Print pagePDF pageEmail page

وقفات مع ليلة القدر

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5) .

 وفي السطور الآتية نقدم أهم ما سجله المفسرون في هذه السورة وفي ليلة القدر :

 في هذه السورة تعظيم للقرآن الكريم من وجوه ثلاثة هي :

 1- أسند الله إنزاله إليه وجعله مختصًا به .

 2- أنه جاء بضميره دون ذكر اسمه الظاهر شهادة له بالنباهة والاشتغناء .

 3- الرفع من مقدار الوقت الذي أنزل فيه .

 والإنزال : أي نزل به جبريل عليه السلام جملة واحدة في ليلة القدر من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا إلى بيت العزة ثم كان جبريل ينزله على الرسول منجمًا .

 وفي ليلة القدر : أقوال متعددة أهمها :

 1- أنها ليلة التقدير أي الحكم . 2- أنها ليلة العظمة والشرف .

 3- أنها ليلة نزل فيها كتاب ذو قدر على رسول ذي قدر ، على أمة ذات قدر .

 4- أنها ليلة ينزل فيها ملائكة ذوو قدر وخطر ومكانة .

 5- أنها ليلة ينزل الله فيها الخير والبركة والمغفرة .

 6- أنها ليلة قدر الله فيها الرحمة على المؤمنين .

خير من ألف شهر : 1- فيها يقسم الخير الكثير الذي لا يوجد مثله في ألف شهر . 2- العمل فيها خير من العمل في ألف شهر ، ليس فيها ليلة القدر .

 3- ألف شهر أي جميع الدهر .

الروح : 1- جبريل . 2- أشرف الملائكة وأقربهم إلى الله تعالى .

 3- صنف من الملائكة جعلوا حفظة على سائرهم ، والملائكة لا يرونهم .

 4- الرحمة ينزل بها جبريل في هذه الليلة على أهلها .

بإذن ربهم : أي بأمره ، ومن كل امر : أي بكل أمر قدره الله وقضاه في تلك السنة إلى التي يليها .

سلام هي : 1- خير . 2- لا يقدر الله فيها إلا السلامة ، وفي غيرها يقضي بالبلايا والسلامة . 3- ليلة سالمة من الشيطان ، فهي ذات سلامة من أن يؤثر فيها شيطان أو يعمل فيها سوءًا وأذًا لمؤمن أو مؤمنة .

تعيين الليلة : هي في العشر الأواخر من رمضان ، في الوتر منها . قال صلى الله عليه وسلم : ” تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان ” .

وحكمة سترها وإخفائها : أن يجتهد المسلمون في العمل والعبادة في هذه الليلة طمعًا في إدراكها ، مثل إخفاء الأجل ، والساعة ، وساعة الإجابة يوم الجمعة .

التفضيل بين ليلة الإسراء وليلة القدر

( خلاصة من زاد المعاد لابن القيم 1/12) :

 – شهر رمضان مفضل على سائر الشهور ، وعشره الأخيرة مفضلة على سائر الليالي ، وليلة القدر مفضلة على ألف شهر .

 – وليالي العشر الأخيرة من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة . وأيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام عشر رمضان . يدل عليه أن ليالي العشر من رمضان إنما فضلت باعتبار ليلة القدر وهي من الليالي . وعشر ذي الحجة إنما فضلت باعتبار أيامه . إذ فيه يوم النحر ويوم عرفة ويوم التروية .

 وسئل ابن تيمية عن الليلتين فأجاب : من قال إن ليلة الإسراء ونظائرها من كل عام أفضل لأمة محمد صلى الله عليه وسلم من ليلة القدر بحيث يكون قيامها والدعاء فيها أفضل منه في ليلة القدر فهذا باطل لم يقله أحد من المسلمين :

 1- وليلة الإسراء لم يقم دليل قاطع على شهرها ويومها .

 2- ليس في السنة ما يخصها بعبادة أو صيام وقيام .

 3- وعكس ذلك ثبت في حق ليلة القدر بالقرآن والسنة .

 – وقال بعض الناس إن ليلة الإسراء في حق النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من ليلة القدر ، وليلة القدر بالنسبة للأمة أفضل من ليلة الإسراء ، فهذه ليلة هي حق الأمة أفضل لهم ، وليلة الإسراء في حق الرسول صلى الله عليه وسلم أفضل له .

Print Friendly, PDF & Email
مقالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

img
القائمة البريدية
img