img
عقدي مع الله
img
Print pagePDF pageEmail page

عقدي مع الله

بعد أن انتهى تعاقدي مع المملكة العربية السعودية، وأحلت على المعاش (التقاعد) سألني صاحبي، إلى أين أنت ذاهب، وما عملك فيما تبقى من العمر؟فكانت هذه القصيدة..

ويـسـألُ صـاحـبي أيَّا
فـقـلـتُ  لصاحبي “كلاّ
تـقـاعـدْنـا  هو القانو
فـعـقـدِي ساريَ المفعو
بـنـورِ الله صُـغْـنـاهُ
يـنصُّ على النضالِ المرِّ
وغـايـتُـنا  رضاءُ اللـ
وأرفـضُ عـيـشةالأنكا
وأرصـدُ لـلـعـلا قلمي
بـإيـمـانٍ  يَرُوعُ القيْـ
ويـنـسـفُ  صولةَ الطا
ويـبـنِـي  للأُلَى ظُلِموا
فـأهـتفُ “يا رسول اللـ
فـذا عـقـدي، وذا حِلفي
وأُورِثُــه  لأبـنـائـي
*         *        *
وفـيـت  بـعقديَ الميمو
فـأخـرستُ الأُلي “ماءُوا”
لـقـد  كتبوا، وقد نظموا
ويـقْـطـر بالهُراء المرِّ
وكـان  الـعـهنَ منفوشا
وداسـوا-كـيفما شاءوا-
وقـالـوا شـعرنا الأبقى
مـضَوْا.. لا نحوَ.. لا لغةً
رأوْهـا ـ بالهَوى ـ قيدا
فـقـلـنـا  “ذي متاهتكم
هـي  الفوضَى كما شاءوا
فـمـا مـنـهُ سوى زبَدٍ
فـكـيـف  يـقوم إبداع
قـواعـدَ تـحـكمُ الفَنَّا..
يـشـد  الـقلبَ إذ يشدو
وسـر  بـقـاء دنـيانا..
وشـتـانَ “المُواءَ” المِسْـ
ويـبـقـى وَرْدنـا وردا
*         *        *
وفـيـت  بـعقدي الميمو
فـأرفـضُ شـاعرا غِرًّا
يـبـيـع بـيانه المفضو
إذا  مـا أبـرقَ الـديـنا
وأقْـعَـى يـلـعقُ الأقدا
ويـكـسـو  وجهَهُ عارا
وراح بـخـسّـةٍ يـشدُو
لـمـن خانوا، ومن خابوا
فـسـبَّـحَ بـاسم قارونٍ
وحـوَّل  ظـلـمَهم عدلا
وصـحـراهُمْ،  وجدْبَهمُو
وعـارهـمُـوغـدا مجْدا
وبـاطـلُـهـمْ غـدا حقا
وقـالـ:  “ظـلامُهم فجْرٌ
ولـولاهمْ  لأضحى العمـ
نـفـاقٌ  لم يصنْ عِرضا
وتـزيـيـف  لمن يرشو
فـسُـحـقـا لـلذي افتنا
فـلـيـس  الـفن تزييفا
ولـيـس الـفـن ترفيها
ولـيـس الـفن أن ترنو
*         *        *
وفـيـتُ  بـعقديَ الميمو
فـلـم  أجـنـح إلى هندٍ
فـدربـي  دربُ حـسانٍ
وكـان الـمـنبعَ الصافي
تـخِـذْتُ كـتـابه أصْلا
لأنـسـفَ  للهوى حصنا
بـإيـمـان صـداه الحقُّ
هـو اللهُ الـذي أغـنـى
يـقـيـنـا  جاوز الأفْها
*         *        *
فإن  تنهض بصوت الصدْ
أقـلْ “إنـي بـدرب اللـ
بـرأسٍ  طـاولَ الـمُزْنا
فـذا  عـقْـدي وذا حِلفي
وأورثــه  لأبـنـائـي
ومـن أوفـى بـعهد اللـ
نَ بـعـد الـعقدِ أو أيْنا؟
فــلا أيـانَ، أو أيـنـا
نُ، لـكـنْ مـا تـقاعْدنا
لِ، لا عـامـين، أو قَرْنا
فـلـن يَـبلَى، ولن يَفنَى
لـلإسـلام مـا عـشْـنا
ـه،  فهْو الفوزُ والحسنَى
سِ،  والـخصيانِ والجبنا
فـيـسـمـو  بالعلا شأْنا
ـد، والـسـجان والسجنا
غـوتِ،  إنسًا كان أو جنّا
صـروحـا صُلبة المبْنى
ـهِ هل يرضيك ما يُبنى؟”
أصـون  بـنـودَه صوْنا
لـقـاصـيـهمْ  وللأدْنى
*         *        *
نِ  فـي عـزمٍ أَبَي يُثنَى
“قِـطـاطـا” تـزعمُ الفنّا
فـكـان  نـتـاجُهم عَفْنا
فـي  لـفـظٍ، وفي معنى
ألا  أبْـئِـس بـه عِهْنا!!
تُـراثَ  الأمـة الأسْـنى
فـلا نـحـتاجُهُ.. الوزْنا
لا  طـعـمـا، ولا لـونا
يـعـوقُ الفنَّ.. بل سجْنا
بـهـا تـهْـتمْ، وما تُهنا
وسـمَّـوْا مـا عـثَوْا فنا
ومـا  يـسـتوجبُ اللعنا
بـغـيـر ضوابطٍ تُقْنى؟
فـيـمضي في الورىلحنا
ويـسْـحـرُنـا إذا غنّى
ضـوابـطُ تـحكمُ الكونا
خُ،  والألـحـانُ والمغْنَى
ويـمـضِـي  “تبْنهمْ” تِبْنا
*         *        *
ن  فـي عزم أبَي يُثْـنى
يـعـادي الـحـقَّ والفنا
حَ  مَـنْ بـعـطـائه مَنَّا
رْ  فـي آفـاقِـه جُـنـا
م والأذيـال مـفـتـنـا
ويـوسـعُ  عِرضَه طعنا
مـدائـح  كـالدجَى..دُكْنا
وكـانـوا  لـلـهوىعوْنا
وهـامـانٍ..  وفـرعونَا
وصـيّـر  نـارهم مغْنَى
حـدائـقَ  في الورى غُنَّا
وشـيْـنـهـمو غدا زيْنا
وقـبـحُـهُمو  غدا حُسْنا
يـشـع  فـيـغمر الكونا
ـرُ  مـهـزلة بلا معنى”
ولا ديــنـا، ولا فـنّـا
ويَـقْـرِي  الشهد والسْمنا
وسـحـقـا  لـلذي غنّى
حـقـيرَ الأصل والمجْنى
يـرود الـقـلب كيْ يَهْنا
إلـى الـديـنار كي تَغْنى
*         *        *
ن  فـي عـزمٍ أبَي يُثْنَى
ولا لـيـلـى ولا لـبُنى
بـه شـعـري قـدْ اسْتَنَّا
لـفـنِّـي  ديـنُنا الأسْنى
وسـنّـةَ أحـمـدٍ رُكـنا
وأبـنـي لـلـعلا حصْنا
فـي قـلـبـي له سُكْنَى
هـو  اللهُ الـذي أقْـنَـى
م، والأوهـامَ، والـظـنا
*         *        *
قِ، تـسـألُني “إلى أينَ؟”
ـهِ، مـاضٍ رائعَ المجْنَى
لـغـيـرِ  اللهِ لا يُـحْنَى
أصـونُ  بـنـوده صوْنا
لـقـاصـيهم..  وللأدْنَى
ـه نـال النصر واستغنى

من معاني الكلمات:

  الأنكاس: الأنذال (جمع نكس)..

        يروع: يخيف

      يثني: يضعف ويتراجع.

     المواء:صوت القطط، وأقصد شعراء الحداثة.

     تغنى: تحب ويحافظ عليها.

      شتان: بعد ما بينهما.

      والمسخ: المشوه القبيح.

      غرا: أحمق طائش.

      من: افتخر وتكبر عليه.

      دكن: سوداء قبيحة.    

      الحدائق الغن والغناء: الجميلة، كثيرة الأطيار.

      الشين:القبح (ضد الزين).

      يقري: يطعم.

      المجنى: ما يجنى من الثمار أوالعسل.

      يهنا: يسعد ويهنا

Print Friendly, PDF & Email
أشعار
1 Comment » for عقدي مع الله
  1. يقول soliman Rabie:

    رحم الله الدكتور جابر الفذ العبقري!! قصيدة من عيون الشعر العربي!! ما أجمل موسيقاها وأصدق معانيها وأعجب تصويرها وأبسط لغتها !!

اترك رداً على soliman Rabie إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

img
القائمة البريدية
img