img
سبعون عاما في حضن اللغة العريبة الحلقة 10
img
Print pagePDF pageEmail page

سبعون عاما في حضن اللغة العريبة

الحلقة العاشرة

في الطريق إلى دار العلوم 

       حصلت على شهادة إتمام الدراسة الثانوية ” وكانت آنذاك تسمى   ” الشهادة التوجيهية ”  . ومن شدة حبي للإمام الشهيد كنت حريصا على أن ألتحق بكلية دار العلوم ، وهي الكلية التى تخرج فيها إمامنا حسن البنا رحمه الله .

      ولا أنسى شهادة الإمام محمد عبده لدار العلوم ، إذ قال في معرض حديثه عن “دار العلوم”: “إن باحثًا مدققًا إذا أراد أن يعرف أين تموت اللغة العربية؟ وأين تحيا؟ لوجدها تموت في كل مكان، ووجدها تحيا في هذا المكان”.

     كان ذلك في السنة الدراسية 1952 ـ 1953 . ولكن الإخوان وقيادتهم بالمنزلة أصروا على أن ألتحق بالكلية الحربية ، وسلموني رسالة توصية للبكباشي ” أبو المكارم عبد الحي ” الذي حاصر أحد قصور الملك فاروق هو وعبد المنعم عبد الرءوف رحمهما الله ، وكانا أشجع رجال الثورة المصرية ، وقد حكم عليهما عبد الناصر بعد ذلك بالإعدام ، ولكنهما أفلتا منه . كان الالتحاق بالكلية الحربية لا يتحقق إلا باجتياز عدة امتحانات ، فتقدمت إليها وأنا أدعو الله أن ارسب فيها ، أو  في  بعضها  حتى التحق بدار العلوم ، ولكني للأسف نجحت بتفوق في كل اختبارات التقدم ، ولم يبق إلا الكشف الأخير ، وهو يسمى ( كشف الهيئة ) . ومعي توصية مكتوبة للبكباشي المسلم أبو المكارم عبد الحي  ، ولو سلمته التوصية لكنت على قمة الناجحين . ولكني ــ لأول مرة في حياتي ــ خالفت قيادتي الإخوانية ، ولم أوصل التوصية خوفا من نجاحي المؤكد .

       وتقدمت بأوراقي لدار العلوم حبا في الإمام الشهيد رحمه الله ، ومن حماستي وحبي لها وحرصي على أن أقبل فيها ، بذلت جهدا متواصلا في الاستعداد للمسابقة التي لا يلتحق الطالب بدار العلوم إلا إذا اجتازها بنجاح . ومواد هذه المسابقة السيرة النبوية ، وتاريخ الخلفاء الراشدين ، والتعبير التحريري ،  والنصوص الأدبيـة ،و فقه العبادات .  وبلغت الحماسة بي إلى أن أدرس مختار الصحاح كله ، وحتى لا تأخذني الهيبة من الإقدام على دراسته … قسمته إلى ملازمِه ، وكنت أدرس ملزمة كل يوم أو يومين ، حتى أصبح عندي ذخيرة طيبة من اللغويات ، وبلغ من حماستي أنني لخصته كله في كراسة واحدة . كما حفظت كثيرا من الشعر وخصوصا المعلقات .

     وبهذه المناسبة أذكر أنني لم أجد من إخواني الكبار بالمنزلة تشجيعا للالتحاق بدار العلوم إشفاقا علي من صعوبتها ، لأنه لم يكن يلتحق بها إلا الأزهريون ، الذين تخرجوا في المعاهد الأزهرية ، وكان هذا هو العام الثاني الذي تقبل دار العلوم طلابا من التعليم العام ( أي الحاصلين على الشهادة التوجيهية ) ــ واسمها حاليا شهادة إتمام الدراسة الثانوية ــ ، وكان أصغر من التحق بدار العلوم لأول مرة في العام الماضي ” من طلاب  التوجيهية ” أحمد سيف الإسلام البنا ، ابن الإمام الشهيد حسن البنا . ولكن اثنين شجعاني على التقدم بأوراقي لدار العلوم ، وهما طالبان أزهريان من طلاب الكلية : الأول طه علي قورة ، والثاني عبد الفتاح محمد حجازي ( رحمهما الله ) . وأذكر أنني كنت أمتطي حمارا لأزور به عبد الفتاح حجازي في قريته ( ميت خضير ) ، وبينها وبين المنزلة قرابة خمسة أميال ، وأذكر أنني كنت من حماستي للاستعداد للمسابقة ألقي نظرات ــ وأنا أمتطي الحمار ــ على محفوظاتي الشعرية ، أو بعض الصفحات من إحدى ملازم مختار الصحاح ،  ولا أفكر إلا في دار العلوم ، وأنا في طريقي لزيارة الأخ عبد الفتاح في قريته .

 

                                          **********

      وفي اختبار المسابقة القاسية كنا 600 طالب ، نجح منهم 300 فقط  ، وكنت أنا على رأس الناجحين إذ حصلت على مجموع 96% ، وقام الأستاذ عمر الدسوقي الذي اختبرني في مادة الأدب والنصوص الشفوية وهو سعيد بي ، ويعلن لطلاب السنة النهائية عبارة نصها ــ كما أبلغني الطلاب ــ

” التحق بدار العلوم هذا العام طالب غير أزهري أسمه جابر قميحة يحفظ حمل بعير من الشعر ، ومثله من النثر “ .

    فكان طلاب السنة النهائية  بدار العلوم يقصدونني للسؤال عن أبيات من الشعر أو قطعة من النثر ،  وهذا من فضل الله  . ولا أنسى موقفا مضحكا إذ أتاني طالب في السنة النهائية اسمه أحمد الشاعريسألني أن أمليه الأبيات التى قالها  ” منازل ” في قيس بن الملوح ، ولم أكن أحفظها .

    ــ ولكن أستاذنا عمر الدسوقي قال إنك تحفظ حمل بعير من الشعر ومثله من النثر .

ــ هذا صحيح ولكن هذه الأبيات بالذات لم يتسع لها الحِمْلان ، فحمل كل بعير له طاقة ، وهذه الأبيات كانت زائدة لا يتسع الحِملان لها .

**********

      لقد حددت مستقبلي الدراسي  الالتحاق بـ ” كلية دار العلوم ” … الكلية التي تخرج فيها حسن البنا … حسن البنا الذي رأيته واستمعت إليه للمرة الأولى والأخيرة في حياتي ، فأحببته بكل كياني ، وكانت صورته لا تفارق بصري وبصيرتي ، حتى إنه لما استشهد بكيت عليه بكاء مرا ، ونظمت فيه وعنه ــ فيما بعد ــ عدة قصائد كان أولها قصيدة بعنوان ” الإمام الشهيد حسن البنا “ ، جاء في مطلعها :

رأيته..

أمامَهُ من القلوبِ ألفُ ألفٍ تَسْمَعُ

رأيتُه كأنما يلحن الضياءَ والشفقْ

ويرسلُ النشيدَ من نياطِ قلبِه الكبيرْ

ترتيلةً من الذهبْ

قلْ يا إمامُ قُلْ…

وحينما سمعتُه يقولْ

«الله غايةُ الغاياتِ يا صحابْ»

رأيت فجرَ النورِ فى الأفقْ

وألفَ ألفِ محرابٍ يُسبِّحُ

وكلَّ عينٍ فى الضياء تَسْبَحُ

والأرضَ – يا للأرضِ- أصبحتْ سماءْ

والليلَ فجرًا مائجًا بأقدسِ الأسماءْ

وبحرَ سرِّ الله .. لا يُحَدْ

الحيُّ،والقيومُ والجبارُ

والسميعُ والعليمُ والغفورُ والأحدْ..

**********

   والقصيدة الثانية كانت بعنوان : ” بكائية بين يدي الطيف الغالي “ . وقدمتها بالمقدمة النثرية الآتية :

   كان ضابطًا في الجيش، بايع الإمام الشهيد حسن البنا على أن يحكم بكتاب الله وسنة رسوله إذا تولى أمر مصر، فلما تولى قيادة مصر نكص، ونقض العهد، وغدر كما شاء له الشيطان، وبعد نكبة 1967م، يقال إنه قال في جمع من أصحابه: لو كان حسن البنا حيًّا ما نزلت بنا هذه النكسة. فكتبتُ هذه الكلمات في حينها، وأنا أنقلها كما نظمتها مما يزيد على 40 عامًا دون تغيير كلمة واحدة ، وجاء في مطلعها :

يا حسن البنا

بالله عليك

دعنا نتوارى منك

ونبعد عنك

هُنـَّا

هنـَّا

لا تسأل عنا.. لا تأمنا

وتبرّأ منا

إنا هُنّا

كنا الأعلَـوْن فصرنا الأدنَيْن

فـاتركنا للعارْ

واتركنا للنار

فبعدك تُهـْنا .. هُـنّا

أنَّـى كنا …

والظالم منا

**********

      ومن أحدث القصائد قصيدة بعنوان ” رسالة إلى الإمام الشهيد حسن البنا” ، وجاء في مطلعها :

يـا إمامي  الشهيدَ هـاكَ بيانـــــــي = عـاجزَ الخطوِ، نازفَ الوجــدانِ

صاغ من  مهجتي رسالةَ صـــــدقٍ= ووجـودي ذَوَى وعمـْرِيَ فاني

قلمي مـن أسًى، وقلبي مـــــــدادي =  نـاطــقٌ بـالإبـــاءِ والإيمــان

                        وحـروفي  أُلْهِمْتُها من رُؤاكــــــم    = زاكـيــاتٍ عـــطريـةَ الأردان

                       ورأيـــنا التاريخ يتلو الخفايـــــــــا =    فـي سفـورٍ كـأنـه القمــران

**********

   ونظمت بعد ذلك مطولة بعنوان ” مئوية الإمام الشهيد “ ألقيتها في مدينة الفيوم ومما جاء فيها :

مائـة من الأعوام مرْ  =   رَتْ منذ ميــــلاد الشهيد

المرشد الغالـي الوفيْ  =  يِّ القائِدِ  الفذ الـــرشيـد

الهاتف: القرآنُ دسْـ  =    تـورٌ ونــورٌ للوجــود

ومحمد فينا الزعيـ  =      ـمُ بسنة الحق الأكيـــد

وسبيلنا يبقى الجهـا  =    د بلا تراخٍ أو هُمــــود

والموت أسمى الأُمنيا  =    ت لنـيل مـرتبة الشهـيد

هي شرعة الإسلام أن  =  تبني وتـرفعَ مـا تَشــيد

وتعمِّر البنيـانَ بالـ  =    إيمان والعـزمِ الـحديـد

هي شرعةُ الإسلام سا  =   دت بالمحبـةِ لا الحُقُـود

قـد ألـف الله القلـو  =   بَ على الودادِ بلا حـدود

إذ ليـس ثمة من مكا  =   نٍ للمنـافـق والحَـقود

فـي أمـة  بالحق كـا  =  نت خيرَما عرف الوجود

عاشت على الحب الرشيدْ  =  فـي ظل قرآن مجـيد

قـاد الرسولُ مسيـرَها  =    نِعْـم  القيادةُ والمقُود

والحـب إن يغزُ القلو  =   بَ تعش على رَغَدٍ رغيد

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ    

تذييل :

   تلقيت رسالة مكتوبة من الطالب مصطفى محمد أبو مسلم يبدي ملاحظة على إحدى الحلقات السابقة من  (سبعون عاما في حضن اللغة العريبة ) يقول فيها بعد الديباجة : ” لقد ذكرت مختار الجميعي على سبيل الإشارة بل الإلماع … فيا ليتك تعرفنا به ، وتذكر الدور الذي قام به في حياتك ، والتأثير الذي تركه في نفسك ، إن كان قد ترك في نفسك أثرا … ” .

   وأقول لأخي وابني مصطفى : بارك الله فيك ، لاهتمامك بما يكتبه قلمي الضعيف .

   ولا أجد ما يناسب حرصك على معرفة الأخ مختار الجميعي إلا الكلمة التي نشرتها في رثائه بعيد وفاته . آملا أن تقرأها ، تاركا لك استخلاص ما تحرص على استخلاصه .

   ونص هذا الرثاء :

   بدأ فجر الأحد الماضي (التاسع من ديسمبر) يتنفس لاستقبال الدنيا بيوم جديد، وفي الوقت نفسه كان هناك روح طاهرة تفارق جسدها، وتفارق الدنيا الفانية، وتنطلق إلى عالم البقاء والخلود. وتحوّل الحبيب مختار حسن الجميعي إلى ذكرى تضيء أعماقنا. وتعطر ألسنتنا، وتشدنا إلى فيض نوراني من قوله تعالى: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وادخلي جنتي (30) سورة الفجر.

   ولد ـ رحمه الله ـ بالمنزلة يوم 29 / 8 / 1932م، وقد تزاملنا في مدرسة المنزلة، الابتدائية الأميرية، وإن سبقني في الدراسة بعامين، وكانت المراحل التعليمية آنذاك ثلاث مراحل: الابتدائية، أربع سنوات ـ الثانوية خمس سنوات، ثم الجامعة بعد ذلك.

وتلقيت تعليمي الثانوي في مدرسة المنزلة، ومدرسة أحمد ماهر بالمطرية، والسنة الأخيرة في مدرسة طلخا الثانوية، وهي السنة الخامسة التي حصلت فيها على شهادة إتمام الدراسة الثانوية، وكان اسمها (التوجيهية).

أما الأخ مختار ـ رحمه الله ـ فقد تلقى تعليمه الثانوي في مدرسة “الملك الكامل الثانوية الأميرية بالمنصورة”.

وهي تعتبر أرقى وأفضل مدرسة في الدقهلية كلها.

وخلال سنوات المنصورة كان وثيق الصلة بالأخ الأستاذ صلاح الشربيني المدرس بمعهد المنصورة الديني، والذي كان يتولى مسئولية الإشراف على طلاب الإخوان بالدقهلية، وتوجيههم وتربيتهم على النهج الإسلامي. ولا أنسى فضل الأخ مختار في أنه هو أول من عرفني بالأستاذ صلاح، وفتح قلبي له، بما كان يقصه عليّ من جهوده في سبيل الدعوة.

   ومن الطرائف أننا اتفقنا مع مختار على أن يخبرنا بكل مظاهرة يقوم بها طلاب الإخوان في المنصورة، فكنا أنا والأخ أحمد العلمي نسافر إلى المنصورة قبلها بيوم ونبيت في مسكنه، ونشترك في المظاهرة فتمتلئ قلوبنا قوة وإيمانًا وحماسة.

   فرقت بيننا سنوات الجامعة، إذ التحق هو بكلية الآداب (عين شمس) قسم جغرافيا، بينما التحقت أنا بكلية دار العلوم ـ جامعة القاهرة، وتخرج سنة 1954م،(قبل تخرجي بثلاث سنوات ) . وعمل بوزارة الري، وكان آخر مناصبه وكيل أول لوزارة الري قبل أن يحال إلى التقاعد سنة 1992م.

   كان رحمه الله عضوًا بارزًا في نادي الزمالك، وكان أعضاء النادي يحبونه ويحترمونه، وكانوا يطلقون عليه لقب “العميد” لإيجابيته وذكائه، وثقة الجميع فيه، وكان لنا جلسات في النادي يوم الجمعة، من كل أسبوع نتذاكر فيها سنوات الماضي، وواقع الحاضر، ومحاولة استشراف المستقبل الوطني والرياضي، وكان ـ يرحمه الله ـ طاقة من النشاط عجيبة، وقدرة على التصرف  وإدارة الأمور، ومن ثقة كبار المسئولين فيه أنهم كانوا يكلفونه بالإشراف على بعض الأفواج في الرحلات التي ينظمها النادي لأعضائه وخصوصًا في الصيف إلى مرسى مطروح، وغيرها.

   وكنا إذا عز اللقاء أحيانًا نتواصل هاتفيًا. وفجأة تسلل المرض الخبيث إلى جسده فلزم فراشه، وعجز عن مغادرة البيت. وظل يذوي، وهبط وزنه بشكل مخيف , ولكنه تحمل محنته بصبر أولي العزم، وإيمان الواثقين في رحمة الله وقضائه وقدره.

   وأصبح الهاتف هو وسيلتنا الوحيدة للتواصل فيأتيني صوته ضعيفًا ذابلاً.. ثم عجز عن الكلام الهاتفي، وفي اتصالاتي كنت ألتقط أخباره من السيدة الفاضلة حرمه، ولا يأتيني منها إلا إجابة واحدة حزينة:

ـ “مختار تسوء حالته كل يوم. والحمد لله على كل حال”.

فأخذت أقلل من مكالماتي إشفاقًا عليها، وكانت آخرها قبل وفاته بعشرة أيام تقريبًا.

وبعد أن صليت فجر الأحد الماضي، أويت إلى فراشي فرأيت فيما يرى النائم زوجة أخي وصديقي طاهر عنين ـ رحمه الله ـ تخاطبني بلهجة عتاب “عليك أن تتصل بالأستاذ مختار الجميعي فورًا، فإن حالته سيئة جدًّا” , كان هذا المنام في نفس اليوم، ونفس الساعة التي توفي فيها أخي الحبيب مختار. مع أنها لا تعرفه، وربما لم تره من قبل.

   ولم أعلم بوفاته إلا مساء الأحد من ابنته الفاضلة السيدة جينا التي اتصلت بنا هاتفيًا لتنعي إلينا أباها العظيم، ويزيد من حزني أن المرض الذي يلزمني الفراش يحول بيني وبين الاشتراك بنفسي في تشييع الأحباب ممن يفارقون الدنيا. يرحمهم الله.

صورة نفسية:

   عاش ـ رحمه الله ـ ودودًا طيب القلب، عف اللسان، مخلصًا لإخوانه وأصدقائه , ذكيًا حاضر البديهة، قديرًا على تصريف الأمور، وإدارة المهمات، وكان دائمًا بشوشًا يضاحك إخوانه، وله مع الشيخ “بلاسي” ـ يرحمه الله ـ مساجلات ومضاحكات. ما زلنا نتذكر كثيرًا منها مع أنه قد مضى عليها عشرات السنين.

وكان قديرًا على التغلغل في نفوس الآخرين، وكسب حبهم، ويطول بنا المسار لو رحنا نتحدث عن وقائع من حياته، تؤكد ملامح صورته النفسية، والخلقية. فلنتكف بهذا القدر داعين له بالرحمة والمغفرة.

لقد لحق أخي مختار بأحباب فارقونا من قريب منهم الأساتذة والإخوة عبد الفتاح حجازي، وطه قورة، والرفاعي شبارة، وأحمد فاروق البلقا، وطاهر عنين، والرفاعي حرات وغيرهم. يرحمهم الله.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

Print Friendly, PDF & Email
مقالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

img
القائمة البريدية
img