img
جابر قميحة.. لله درك يا أديب الدعوة
img
Print pagePDF pageEmail page

جابر قميحة.. لله درك يا أديب الدعوة

أحمد زكريا

أحمد زكريا

توفى الشاعر والأديب الكبير د/ جابر قميحة الخميس 8 نوفمبر 2012.. بعد صراع طويل مع المرض.. عن عمر يناهز 78 عامًا.

د/ جابر قميحة، شاعر وكاتب مسرحي وناقد مصري ولد عام 1934 بالمنزلة بمحافظة الدقهلية.

حصل على ليسانس دار العلوم جامعة القاهرة عام 1957.. وماجستير في الأدب عام 1974.. ودكتوراه في الأدب العربي الحديث عام 1979.. كما حصل على ليسانس في القانون من كلية الحقوق 1965.. ودبلوم عالٍ في الشريعة الإسلامية 1967.

وقد يتساءل الكثير من شبابنا – الغارقين في اللهث وراء الثقافة الغربية،أو المنشغلين بالنجوم الكرتونية من فنانين ولاعبي كرة،وأشباه رجال تتصدر الفضائيات والجرائد – :

من هو د/ جابر قميحة؟

لأتانا الجواب من واقع الحياة منسابا إلى عقولنا ومشاعرنا .

جابر قميحة: علم في سماء الأدب

علم في سماء الشعر

علم في سماء المسرح الإسلامي

علم في سماء النقد لا يخشى إلا الله

علم عالم.. وعلمه موسوعي شامل

ذلكم العلم الفذ الذي يذكرنا بالعظام النوابغ الرافعي والمنفلوطي والزيات والكيلاني.. وغيرهم.

ولكننا وللأسف أمة لا تقرأ.. ولا نتفطن لقيمة العظماء احتفالا ً واهتماماً ودراسة إلا بعد موتهم .

فمن أعمال الراحل الكبير..

“في رحاب دعوة الإخوان المسلمين”.

“منهج العقاد في التراجم الأدبية”.

“أدب الخلفاء الراشدين”.

“التقليدية والدرامية في مقامات الحريري”.

و”أدب الرسائل في صدر الإسلام”.

“الشاعر الفلسطيني الشهيد عبد الرحيم محمود”.

“التراث الإنساني في شعر أمل دنقل”.

“صوت الإسلام في شعر حافظ إبراهيم”.

“الأدب الحديث بين عدالة الموضوعية وجناية التطرف”.

“رواية وليمة لأعشاب البحر في ميزان الإسلام والعقل والأدب”.

عاشق فلسطين

فقد كان الراحل الكبير عاشقا لفلسطين.. متغنيا ً وباكيا ً وحاملا ً همهاً.. ومؤرخا ً لأحداثها.. مسخرا قلمه وأدبه نصرة لقضاياها.. ومن أبرز أعماله في محراب القدس وفلسطين.

“لفلسطين ننزف شعرا ً”

وفي مقدمتها يقول :

“لا إسراف ولا غلو إذ قلنا عن قضية فلسطين: إنها قضية دين ، قبل أن تكون قضية طين”.

“فلسطين مأساة ونضالا ً”.

“لله والحق وفلسطين”.

وعلاوة على ذلك جمع لنا الرؤية النقدية فأوضح لنا فيها كيف استند الكُتاب والشعراء على توضيحات تهم القارئ كثيرا ً.. منها اعتماد القصائد على طريقة ميسرة ومبسطة تسهل على كل الفئات الفهم والوضوح في مجملها .

ثم “مجموعة الرسائل”.

ثم “حول أسماء الله الحسنى”.. وهذا عمل شاق على أي كاتب من حيث الترجمة من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية وهي لكاتبة باكستانية مسلمة هي “نيار إحسان راشد”.

فأبدع أستاذنا الكبير ونجح نجاحا بهر الدنيا كتابا وقراء.. فيما عرض لهم من أسمى آيات الجهاد في توصيل الكتابات الإسلامية وتحويلها من اللغات الأجنبية إلى العربية تسهيلا على القارئ معاناة الترجمة.. فكان له النصيب الأكبر من الإبداع.

ومن “مجموعة الأعمال المسرحية مسرحية” محكمة الهزل العليا “وقد أحكم فيها الأديب الشاعر كل خطوط الفن المسرحي من حيث: تجسيد الشخصيات ومسمياتها، ورسم ملامح المجتمع السياسي الساقط.. مما يدل على تمكنه من العمق الفكري، والقدرة على التصوير والأداء.. وتظهر قدرته الفائقة على توظيف الوقائع التاريخية واستخلاص ما تعكسه من دلالات ودروس وحكم”.

وأستاذنا الشاعر الأديب الناقد جابر قميحة يحث في كل أعماله على الجهاد في سبيل الله والقيم والحياة الرفيعة الكريمة.. وكان يقول – رحمه الله -:

(إن الجهاد بالكلمة يعد من أرقى أنواع الجهاد عملا بقوله تعالى ” فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا” فالضمير في “به” عائد على القرآن أو الإسلام.. ويصدق كذلك على كل كلمة حرة صادقة).

سمات منهجه الأدبي رحمه الله

ضرورة التحلي بالثقة الكاملة.. بالله.. والقيم.. والقدرة الذاتية .

الانطلاق في كل ما كتب من المصدرين الخالدين القرآن والسنة النبوية الشريفة.. ثم عمل السلف الصالح .

التمكن من الآليات اللغوية المختلفة.

مراعاة الواقع ا في الإنتاج الفكري والأدبي.

هذا هو نجم من نجوم الإسلام والعربية يسقط دون أن ننتبه إليه.. فهل آن الأوان لنستفيد من علمائنا، وقادة الفكر، ونسلط الضوء عليهم.. لإبراز القدوة الحقيقية المؤسسة للآداب والأخلاق والقيم التي تبني المجتمع حقا بناء سليما.. بعد أن تهدمت حصوننا بسبب السفهاء والعابثين والمتربصين بعقيدتنا وشريعتنا ولغتنا؟!!

فهل يبذل أغنياء المسلمين أموالهم لإنشاء المنابر الإعلامية الاحترافية التي تدافع عن قضايا الدين.. وتضع أدباء وفناني الإسلام في مكانهم الصحيح.. للرد على هذه المنابر التي تلهث وراء إشاعة الفساد.. وصناعة المسخ من أشباه الأدباء والفنانين والساسة.. وتحرص مع سبق الإصرار والترصد على تهميش القامات الفكرية والأدبية والعلمية الرصينة.. بل تزيد الطين بلة بسبهم وتجريحهم.. وإثارة الشعب عليهم؟!!

رحم الله أديبنا الكبير ونفعنا بعلمه

Print Friendly, PDF & Email
قالوا عن د. جابر قميحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

img
القائمة البريدية
img