img
المعلقة الحامدية أو وثيقة الولاء
img
Print pagePDF pageEmail page

(من شعرالمداعبات) 

المعلقة الحامدية أو وثيقة الولاء

مهداة إلى أخي وصديقي الأستاذ الدكتور حامد قنيبي الأستاذ بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران.

تُـرَجَّـى لِـخَـيْرَ العَالَمينَ المحامدُ
فـمـنْ ذا الذي أغرَاكَ بالشَّر يا فتىً
تُـشِّـجـعُ  قَرّعاوي إذا سالَ شِعْرُهُ
تُـهـلِّـلُ  إمَّا قال “مَرْحى ومرْحبًا”
وتَـهْـتِفُ إنْ غنَّى “برافُوا أَعِدْ أَعِدْ”
فـمِلْتُ  على أُذْنَيك “شجِّعْ قصائِدي”
فـأيـنَ  الحيادُ العْدلُ يا “ابنَ قُنَيْبِها”
تـحـيَّزْتَ قَصْدًا لا تَقُلْ “غير عامِدٍ”
ولـم تـتـذوقْ شعرِيَ الغَضَّ مثلما
وقـد كـان بـالـحفْلِ الكريم جَهَابِذٌ
وقـد  عـجـبوا مِمَّنْ يُخَاطِرُ عابِثًا
وقـالوا: انتحرتَ اليوم يا “اين قُنَيْبةٍ”
*                *               *
وأُقْـسـمُ  يـا وِلْـدَ الـقُنيبيِّ أَنّني
ولـوْلا  فِـراخٌ زاغِـباتُ حواصلٍ
لكنتُ كما النسْرِ الذي انقضَّ من عَلٍ
فـيـنـثـرُهُ ريشًا ولحمًا.. وأعْظُما
*                *               *
وإن شِـئْـتَ فالرمحُ الرّدينى عُدَّتي
يَـهـبُّ عـلـى عاتي الحديد يُذيبُهُ
وإن  شِـئْـتَ فالخيلُ العتاقُ أَقُودُها
تُـغـيرُ  على “الفاروقِ” والناسُ نُوَّمٌ
ويُـصْـبِـحَ مـريخٌ به أنتَ ساكنٌ
فـلـيـس يُـرَى إلا لـهيبٌ مُدمِّر
هـو الـجـاحم المسعورُ مثلُ جهنّمٍ
ويـسـألُ  من فَرَّوا عن الخبر الذي
فـيـأتي  الجواب الحقَّ “ابن قُنَيْبِها”
فـشـجَّـعَ “قرعاوي” وأهملَ جابرًا
فـأعـلـنـها  شعواء عمت بكربها
*                *               *
ولـن أعْـفـوَنَّ اليومَ عنكَ ولا غدًا
يـصيدُك شِعْرِي في غيابِ وحَضْرةٍ
وإنْ رُمْـتَ عـفْوا شامِلاً من جَنابِنَا
تـسـدِّدَ عـنـي ما يطالبُ “ناصرٌ”
مـئـاتِ  الـريالات التي يَجْمعونَها
وتـذبـحُ  كبشًا مُعْرِقَ الأصْلِ أقْرنا
وتـكـتـبُ  صـكًّا بالولاءِ ونصُّهُ
تـشـجـع شـعرِي لا تشجّعُ غيرَهُ
وتـذكـرُ  فـيـه ما يزيلُ حَفِيظتي
وأنـكَ  لـم تـسمعْ من الشعرِ مثلَهُ
وفي كلِّ درسٍ في الفصولِ تُشيد بي
وَذَلِـكَ أجْـدَى لـلـتلاميذ إنْ دروْا
وتَـخـتـمُ بـالـتـحميدِ لله شاكرًا
*                *               *
وإن  خُـنْـتَ بَـنْدًا من بُنودِ اتفاقِنا
وسـاعـتَـهـا تـبكي عليكَ ثَوّاكِلٌ
وأبـكـي  دَمًـا بـدلَ الدموع تأسُّفًا
عـلـيـك  سلامُ اللهِ في الخُلْدِ حامِدٌ
ويَـفْـتَـح بـابَ الشِّعْرِ للشرِّ حَامِدُ
وأنْـتَ  بـحُضْنِ السِّلمِ والسَّعْدِ راقدُ
وتـتْـركـني وَحْدِي بشعْرِي أُجاهد
وإنْ قـلـتُ يلْزَمْكَ الصُّماتُ المناكِدُ
وشعرِيَ ـ إن أنشدْتُ ـ عندَك كاسِدُ
فـإِذْ بِـكَ عَـصْـيَـانٌ عليَّ مُعانِدَ
ولـلـعَـدْلِ  بـابٌ لا يُثَنَّى.. وَاحِدُ
فـقـدْ حَـكَـمَ “القاضي” بأنك عامدُ
تـذوق  شـعري راهفُ الحِسِّ ناقدُ
صـحـابٌ  كـرامٌ مُخْلِصُونَ أَمَاجِدُ
فَـيَـغْضَبُ  مِنْهُ جَابرٌ ـ وهْوَ ماردُ
فـكيفَ  تُعادِي الليْثَ والليثُ رَاصِدُ
*                *               *
يُـقـيِّـدُ  كَـفِـي عـنكَ أَنَّكَ وَالِدُ
ومِـنْ أجْـلِـهِـمْ لـلهَمِّ أنتَ مُكابدُ
عـلـى صَـيْدِه المسكينِ ثمَّ يُصاعِدَ
عـلـى سِكَكِ الودْيانِ والموتُ شاهدُ
*                *               *
ورُمـحِـيَ  شِـعْرٌ لم تُطقْه الجَلامدُ
ويَنْسفُ  صُمَّ الصخْرِ والصخرُ جامِدَ
لـهـا الَـقْدحَ تبكي من لَظَاهُ الفَدَافِدُ
فـيـهْـربُ يـقـظانٌ ويُذْهَلُ راقدُ
حُـطـامًـا كَـوَهْـمٍ قد تَوهْمَ سَاهِدُ
ودمًّ وأشْـلاءٌ وسـيـفـيَ حَـاصِدُ
فـلا  هـو شـبـعانٌ ولا هو خَامِدُ
تُـسـائِـلُ عـنهُ في السماءِ الفراقِدُ
رأى الـحـقَّ لم يَصْدعْ وعنه يُباعدُ
وهـلْ  يـنكرُ الآسادَ منْ هو راشدُ؟
لـيـؤخـذ  مـظلوم بما جر حامد”
*                *               *
وإنِّـي عـلـى هَـذِىالعزيمةِ عاقدُ
ولـيـسَ  كـشـعرِي للمعانِد صائدُ
فَـنَـفِّـذ مـطـالبَنَا، وحاذرْ تُعاندَ:
ويـطـلب  “مشْيُوخِي” وعمُّك “خَالدُ”
طـريـفًـا تـقاضَوْهُ.. وما هوَ تالدُ
أبـوهُ عـلـى غَـنَم “المِليحي” سائدُ
“بـأنَّـك  لـلـتـشجيع لا لا تُعاوِدُ
وتـتـركُ  قـرعاوي وما هو نَاشِدُ”
وأنـي لـمـجْـدِ الشِّعْرِ بَانٍ وَشَائدُ
وأنَّ  قَـصـيـدي في القَصيدِ فَرَائِدُ
وتـذكُـرُ  أنِّي في حِمَى الشِّعْرِ رَائِدُ
فـكـلٌّ  مـن الـطُلابِ عِنْدك فَاقِدُ
وتَـمْـضِـي بلا دكتورِ “ابنُك حامِدُ”
*                *               *
فـلـيـسَ سـوى ما قدْ أذقتُك عائدُ
ويَـبْـكـيـكَ مـنـا مستقِرٌّ ووافدِ
فَـحـزْنِـي غَـلابٌ، وصبرِيَ نَافِدُ
وهـذي  مَـرَاثـيُّ الـبواكي قَلائدُ

  

شرح بعض الكلمات:

3 ـ قرعاوي: هو الدكتور حسن قرعاوي (أبو محمد) وهو شاعر ومن زملائي في جامعة الملك فهد بالظهران. وكذلك الدكتور حامد قنيبي.

4 ـ إشارة إلى ما كان يقوم به د. قنيبي بالتهليل لشعر د. قرعاوي وسكوته عن شعري (من باب المعاكسة) وذلك في الأمسيات الشعرية التي كنا نقيمها بالجامعة.

8 ـ د. القاضي أحد زملائنا في الجامعة.

19 ـ الفدافد: الصحاري. جمع (فدفد).

20 ـ الفاروق: حي سكني بالجامعة وكذلك حي “المريخ”.

31 ـ ناصر والمشوخي وخالد: زملاؤنا، ,كانوا يقومون بجمع تبرعات من الأساتذة.

33 ـ

المليحي

: موظف إداري بالجامعة، صاحب مراع وتاجر خراف مشهور.

Print Friendly, PDF & Email
أشعار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

img
القائمة البريدية
img