img
الكاتب الفحل والسقوط الكبير .. وبلعٍتَ الطُّعٍم يا ثروت..!!
img
Print pagePDF pageEmail page

الكاتب الفحل والسقوط الكبير

.. وبلعٍتَ الطُّعٍم يا ثروت..!!



من سنين طويلة يكتب الكاتب «الفحل» ثروت أباظة مقاله الأسبوعي في الأهرام كل يوم اثنين, وأصبح من عادته – بل من طبيعته – أن يفتح «مستنقعه» الرشاش في وجوه الشيوعيين والناصريين, والإخوان المسلمين, فيصفهم بالمجرمين, والخونة, والعملاء, والقتلة, والسفاحين, والحقراء, والجهلة, والضائعين, والسفلة, والرجعيين, والمتخلفين.. إلخ. ولكنه كان حريصا – وما زال – علي أن يخص الإخوان بالقدر الأكبر من هذا المستنقع الأباظي. 
وفي صحيفة «آفاق عربية» كتبتُ في الرد علي «الفحل» مقالين: 
الأول بتاريخ 8/2/2001 وعنوانه «ثروت أباظة ومعجمه المرفوض». 
والثاني بتاريخ 15/2/2001 وعنوانه «شفاك الله يا ثروت». 
وفي المقالين حاولت أن أنبه «الفحل» إلي أغاليطه, وبذائه, وأكاذيبه, وأن هذا الأسلوب لا يليق بمسلم, ولا عربي, ولا مصري, ولا إنسان آتاه الله الحد الأدنى من العقل والوعي والخلق. ولكن الرجل استمرأ – وما زال يستمرئ – هذا الأسلوب «المستنقعي», ولم يتراجع. 
ويظهر أن الرجل – في هذه السن – فقد القدرة علي تحديد المفاهيم, ومعايشة الواقع, والتفريق بين الوقائع, والتمييز بين المذنب والبريء. فهو مصر – وما زال – علي أن الإخوان هم الذين قتلوا أحمد ماهر باشا, وقتلوا الشيخ الذهبي, وقتلوا فرج فودة, وقتلوا السياح الأجانب, وحاولوا اغتيال نجيب محفوظ.. مع أن القضاء قد أصدر حكمه النهائي في هذه الجرائم, ولم يُدًنٍ في واحدة منها واحدا من الإخوان. 
إنه كاتب متطرف..!! 
والذي يستقرئ كتابات «الفحل»- وخصوصا في السنوات العشر الأخيرة- يكتشف في سهولة أنه كاتب متطرف جدا, فهو لا يعرف العدل والقصد والوسطية, ولا يعرف اللون الرمادي, ولا يعرف إلا الغلو والإسراف والتطرف في أحكامه إلي أبعد مدي, دون أن يعتمد علي أسس وأسانيد موضوعية عاقلة. وهذا النوع من البشر إذا أحب كفر في حبه, وإذا أبغض كفر في بغضه. 
فكاتبنا الفحل ثروت أباظة يحب أستاذنا «عباس العقاد» – رحمه الله – فيدفعه هذا الحب إلي إلغاء كل المعايير العقلية والموضوعية والنقدية, ويقول عنه: إنه ليس أستاذنا وأستاذ الجيل الذي سبقنا فحسب, بل «أستاذ الأجيال اللاحقة إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها» (الأهرام- الأحد 17/4/1983). 
وفي سنة 1954م كان الفحل ثروت أباظة واحدا من الكتاب الدائمين في مجلة الإخوان المسلمين «الدعوة» بمقالات أسبوعية دائمة تحت عنوان «ظلال» وكلها تسبح, وتدور في فلك الفكر الإخواني (ومقالاته هذه تحت يدي الآن)» علما بأن كتاب هذه الصحيفة كان منهم : الشيخ سيد سابق الذي لقبته السلطات الحاكمة «بمفتي الدماء» وصالح عشماوي الذي أطلق عليه أعداء الإخوان «الإرهابي الكبير». وفي هذه الأثناء لم يكتب ثروت في أية صحيفة كلمة واحدة يدين فيها الإخوان بقتل النقراشي, أو الخازندار, أو أحمد ماهر. ولكنه في العقدين الأخيرين يتحول إلي النقيض, في تطرف دميم ذميم ليصبح الإخوان في نظره مجرمين وعملاء وخونة, وسفاحين, وسافكي دماء. 
السقوط الكبير.. 
وفي أهرام الاثنين 9/4/2001م كتب «الفحل» تحت عنوان «لا مناقشة للتنابز» ص 11 بالحرف الواحد: 
«في يوم جمعة اتصل بي في منزلي رجل صادق الإسلام غيور عليه, صاحب مكانة مرموقة بالمنزلة. وراح الرجل يشكر لي ما أصف به الإخوان المجرمين. ثم أبلغني أن أستاذا في الجامعة يحمل لقب الدكتوراه يهاجمني في جريدة مجهولة ذكر لي اسمها, وأتنزه عن كتابته, وقال إن هذا الدكتور كان شيوعيا ملحدا, ثم انقلب انقلابا تاما, وأصبح إرهابيا من الإخوان المجرمين, وأنه رشح نفسه في دائرة محدثي (المنزلة) فلم يحصل إلا علي ثلاثمائة صوت. وقال محدثي إنه سيرسل لي صورا من هذا التهجم عن طريق الفاكس, وحين ذهبت إلي مكتبي بمجلس الشورى يوم السبت وجدت الفاكسات. وكان مما قاله محدثي: أنهم كانوا يجمعون أنفسهم ليأتوا إليّ شاكرين لي ما أواجه به الإخوان المجرمين, وبلغ به تحمسه أنه قال: إن هذا الدكتور إذا ذهب إلي المنزلة – وهي بلدته – فسوف يضربونه.. إلخ» ص11. 
و«آفاق عربية» ليست جريدة مجهولة, فهي بحمد الله توزع بعشرات الألوف, وهي معروفة علي مستوي الوطن العربي كله. كما أنني لم أحصل في انتخابات مجلس الشعب الأخيرة علي 300 صوت, لسبب يعرفه كل أهل المنزلة وهو أنني لم أرشح نفسي لأي مجلس نيابي طيلة حياتي. 
وأهل بلدي «المنزلة» وغيرهم يعرفون أنني لم أكن في يوم من الأيام «شيوعيا ملحدا», لأنهم جميعا يعرفون توجهي وعقيدتي منذ أن كنت تلميذا في المرحلة الابتدائية, وكثيرا ما أؤم أهل بلدي في صلاة الجمعة وصلاتي العيدين. وليرجع الفحل إلي كتاباتي: من كتب ومقالات ودواوين شعرية. 
ولو كنت مكان «الفحل» لتأنيت, وتبينت قبل أن أنشر كلمة واحدة من هذا الهراء. وكان يستطيع أن يرجع لنائب المنزلة الذي أيدناه جميعا ونجح من أول مرة وهو الأستاذ أحمد شلباية الذي يعرفني جيدا, وعنده عني الخبر اليقين. ولكنه اعتمد – كما يقول علي مهاتفة مع «منزلاوي» جليل عظيم غيور علي الإسلام??!! 
وبلعتَ الطُّعم يا ثروت.. 
وفوجئت في العاشرة من صباح الاثنين 11/4/2001 بمكالمة هاتفية من أحد أبناء المنزلة الذي قدم لي نفسه بأنه (ك.ق), وتحدث عن مهنته, وأنه يقرأ ويكتب, ولا يحمل أي مؤهلات, وليس بالصورة الفخمة الضخمة التي قدمها له ثروت. وقال لي (ك) بالحرف الواحد «إن كنت سيادتك كشفت الأستاذ ثروت قيراط.. أنا كشفته ألف قيراط» فلما أبديت له أنني لم أفهم, قال «سيصلك اليوم بعد العشاء ما يجعل كلامي واضحا». 
وفي الثامنة مساء استقبلت بمسكني قريبا لـ(ك..) وسلمني وثيقتين: الأولي صورة ضوئية لرسالة أرسلها (ك) بالبريد للكاتب الفحل علي الأهرام, وتاريخها 16 مارس 2001. ولا يتسع المقام لنشرها كلها, ولكن مطلعها – بعد الديباجة «نحن أبناء المنزلة دقهلية سعداء جدا لهجومك الحق والحقيقي علي الإخوان المجرمين..» وختامها «إن أهل المنزلة جميعا في حزن شديد لأنك لم ترد علي هذا المجرم مرشح الإخوان المجرمين». 
وفي الرسالة كل البيانات «المفخخة» التي ذكرها الكاتب الفحل في مقاله.. 
أما الوثيقة الثانية «المذهلة» فهي تسجيل بنص المكالمة الهاتفية بين «ك..» والأستاذ الفحل.. ولم تكن يوم جمعة كما ذكر بل كانت في الرابعة من مساء الخميس 22/3/2001م.. ولا تتسع المساحة لتفريغها كلها. وأكتفي منها بالقطوف الآتية: 
– يا ثروت بيه أوعي تسيب الإخوان المجرمين. 
– لا مش حسيبهم.. دول مجرمين وولاد (.. ..) 
– واللي اسمه قميحة ده بيهاجمك في مقالين. 
– فين ده.. أنا ما اعرفوش.. بيهاجم بيقول إيه؟ 
– من ضمن اللي بيقوله إن والدك مش من أبطال ثورة 19.. لازم ترد عليه.. 
– لأ.. أنا مش حرد عليه لاحسن ينشهر علي حسابي, لكن ههاجمه ومش هذكر اسمه. 
– طيب المقالات اللي كتبها قميحة معايا إزاي أوصلها لك? 
.. بسرعة ابعتها علي الفاكس بمجلس الشوري ورقمة 7945229..» 
والوثيقتان في يدي الآن: صورة الرسالة التي أرسلها (ك..) إلي الكاتب الفحل, ومحادثته الهاتفية معه. وبهما استطاع فرد من عامة الناس أن يدين «الفحل» بقوة وقدرة. 
ولكني اعتقد أن الكاتب الفحل بمقاله الأخير الذي ضم أكاذيب قصد ابن المنزلة «العفريت» أن يخدعه بها- أقول: أعتقد أنه سيثاب لأنه أسعد أهل المنزلة, وسلاهم وأضحكهم لأنه بلع الطعم من سنارة واحد من أهل بلدي (المنزلة) التي سافرت إليها يوم الخميس 12/4/2001م, فلم يقابلني الناس بالنبابيت والسكاكين, ولكن بالمودة والترحاب والأحضان, وتعيش وتاخد غيرها أيها الفحل الكبير. 

Print Friendly, PDF & Email
مقالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

img
القائمة البريدية
img