في رثاء د. جابر قميحة
*أسامة كامل الخريبي
صُدِع الفؤاد لدى سماع الناعي ومشى دبيب الحزن في أضلاعي
يا رائد الشعراء من أهل التقى وقوافل الإلهام والإبداع
نم في رياض الخلد نومًا هانئًا واكتب نهاية قصة الأوجاع
نم يا سمير الليل بَعدَك لم يقم في الناس من يروي صدى الأسماع
قد كنت تبحر في الزمان بزورق قد صيغ من شغفٍ ومن إمتاع
ونقلت خطوك في اللغات مُطوِّفًا بمرافئ ٍ في الشعر والإبداع
واليوم ترسو بين أهلك هانئًا بختام مشوار النبوغ الواعي
كم طاف ركبك في البحار مرفرفًا واليوم يُطوي دون أي شراع
قد كنت شمسًا في القلوب مضيئة واليوم تذوي دون أي شعاع
أنظل نلتمس الضياء وحولنا مُجُبُ الظلام تضيق بالإشعاع
فمن الذي سيرد غيبة ديننا ويرد من هبطوا إلى الإقذاع؟
يا طائرًا كم حطَّ في روض التقى أتُراك تعلم موعد الإقلاع؟
أتْرعْت هذا الروض من ذكْرٍ ومن سهر العيون غزيرة الإدماع؟
كيف القوافل أن تنظِّم خطوها لما انزوى الحدّاء بالإيقاع؟
لغة العروبة في علو سمائها جزعت عليك بدمعها الملتاع
بَسَطَت عليك من السماء رداءها كفنًا من الأشعار والأسجاع
ومشت وراءك كي تُشّيع نجلها مكلومة الأوزان والأشياع
كان الخمارُ يصون عزة وجهها فمشت تهرول دون أي قناع
ربٌ دعاك إلى حظيرة قدسه وكذاك طبعك أن تجيب الداعي
فاهنأ هناك بصحبة مبرورة من كل فذّ في الجنان وداعي
وهناك (للبنا) و (يوسف) صحبةٌ من قبل (سيِّد) أو أخيه (سباعي)
طوَّفت في شرق البلاد وغربها تبني لدين الله شُمّ قلاع
وتذود عن دين الإله بعزمةٍ مُزجت من الإيمان والإقناع
حتى اطمأن لصدق قولك شاردٌ فَأَوى لحصن الحق بعد ضياع
ما زال في سمع الوجود (لجابرٍ) خطبٌ تهز قواعد الطُّمّاع
ما زال فينا من دُعابة روحه طُرفًا تزيل ملالة الأسماع
ها هم أحبتك الموثوق عهدهم ساروا إليك بمنزل القعقاع
ساروا كأن الحزن في جنباتهم شوكًا يُقلّب في الحشا بذراع
يبكون شيخهموا.. ورائد صفهم ورفيق درب الصبر والإشعاع
——————-
عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية-
اترك تعليقاً